الجهة الثانیة : فی دلالتها علی الوجوب
لاشبهة عند العقل والعقلاء فی لزوم الامتثال؛ واکتشاف الإرادة اللزومیّة من الجمل المستعملة فی مقام الإنشاء بداعی الإیجاب والإلزام، من غیر فرق بین الاسمیّة والفعلیّة، فإذا ورد مثلاً: «سألته عن صلاة الرجل» فقال: «یعید صلاته» فإنّه یستظهر منه لزومه.
وعدم ظهور بعض الجمل الاسمیّة فی إفادة الإیجاب ـ کـ «زید قائم» فی إفادة وجوب القیام ـ لایستلزم منع سائر الجمل؛ لأنّه تابع الاستعمال.
ویلزم الوضع الشخصیّ فی خصوص هذه الجملة، کما التزمنا بذلک فی خصوص «هی طالق» وأمثالها، وقد مرّ أنّ هذا هو الأصل المسلّم عند قاطبة
کتابتحریرات فی الاصول (ج. 2)صفحه 105
العقلاء؛ من غیر فرق بین کونهم فی مقام إنشاء إلزامیّ نفسیّ، أو إرشادیّ إفتائیّ، فإنّه إذا سئل مثلاً عن صلاة الزلزلة، فأجاب : «یصلّی» أو أجاب «هو آتٍ بها» فإنّه یکون ظاهراً فی وجوبها، ویستکشف منها القانون الوجوبیّ والحکم الحتمیّ؛ من غیر حاجة إلی القرینة الدالّة علیٰ تعیین داعی الوجوب واللزوم.
کتابتحریرات فی الاصول (ج. 2)صفحه 106