المقصد الثانی فی الأوامر

ثالثها : انحصار البحث بمقام الإثبات

ثالثها : فی انحصار البحث بمقام الإثبات

‏ ‏

‏قد تعرّض «الکفایة»‏‎[1]‎‏ وجمع من المحشّین ومنهم العلاّمة المحشّی ‏‏قدس سره‏‎[2]‎‏ـ‏‎ ‎‏والعلاّمة صاحب «المقالات»‏‎[3]‎‏ حول المقامین: مقام الثبوت، ومقام الإثبات، فجعلوا‏‎ ‎‏محور الکلام فی مقام الثبوت حول التصوّرات الممکنة حسب المصالح والمفاسد،‏‎ ‎‏وأنّ المأمور به الاضطراریّ تارة: یکون وافیاً بتمام الاختیاریّ، واُخریٰ: لا، وعلی‏‎ ‎‏الأوّل کذا، وعلی الثانی کذا، حتّیٰ بلغت إلیٰ ثمانیة ـ بل تسعة ـ بحسب المصالح‏‎ ‎‏المتصوّرة فی المأمور به، أو المصالح فی نفس الأمر.‏

ومنها :‏ أنّ مصلحة الاضطراریّ یمکن أن تکون فی عَرْض الواقعیّ، کمصلحة‏‎ ‎‏القصر والإتمام، حتّیٰ یصحّ التبدیل اختیاراً، کما أفتیٰ به المحقّق فی «المعتبر»‏‎[4]‎‎ ‎‏وصدّقه الاُستاذ السیّد البروجردی هنا‏‎[5]‎‏، وهو من عجائب ما صدر منهما.‏

وأنت خبیر :‏ بأنّ هذا بحث لایرجع إلیٰ محصّل؛ ضرورة أنّ الاُصولیّ والفقیه‏‎ ‎‏خادم الأدلّة والإطلاق والعموم، ولا یلاحظ ماهو الخارج عن اُفق عقله وحدّ فکره،‏‎ ‎‏فضلاً عن حدود علمه وفنّه، فاللاّزم علیه التفتیش عن حال الأدلّة بمقدار یسعه‏‎ ‎‏المقام، ثمّ إیکال الأمر إلیٰ محلّه؛ حسب اختلاف صور الاضطرار، مع إمکان‏

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 2)صفحه 276
‏اختلاف الأدلّة حسب تلک الصور بلا شبهة وإشکال.‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 2)صفحه 277

  • )) کفایة الاُصول : 108 ـ 109.
  • )) نهایة الدرایة 1 : 382 ، حقائق الاُصول 1 : 197 ـ 202 .
  • )) نهایة الأفکار 1: 227 ـ 228.
  • )) المعتبر 1: 366.
  • )) نهایة الاُصول: 131.