المقصد الرابع فی المفاهیـم

تنبیه : فی خروج بعض أنحاء المفهوم المخالف والموافق عن محلّ النزاع

تنبیه : فی خروج بعض أنحاء المفهوم المخالف والموافق عن محلّ النزاع

‏ ‏

‏ربّما یکون من المفهوم المخالف ماهو الخارج عن محطّ النزاع، کما إذا کانت‏‎ ‎‏الجملة بصدد التحدید الماهویّ، فإنّه یوجب الانتفاء عند الانتفاء.‏

مثلاً :‏ إذا قیل فی جواب «ما حقیقة الإنسان؟»: «إنّه الحیوان الناطق» أو‏‎ ‎‏«المائت» فلابدّ من الالتزام بالمفهوم، وإلاّ یلزم احتمال وجود الفصل الآخر لتلک‏‎ ‎‏الماهیّة الجنسیّة، ولایعقل ذلک؛ لأنّ الذاتیّات محفوظة فی أنحاء الوجودات.‏

‏کما ربّما یکون من المفهوم الموافق ماهو أیضاً خارج من محطّ التشاحّ،‏‎ ‎‏ویکون حجّة قطعاً، وذلک فی القضایا التی سیقت لإفادة المفهوم؛ بحیث لایکون‏‎ ‎‏المنطوق مراداً، فلو قلنا بأنّ النهی عن القول بالتأفیف لیس زجراً عن المدلول‏‎ ‎‏المطابقیّ، فلابدّ وأن یکون مفهومه مراداً؛ فراراً من اللغویّة غیر الجائزة بحقّ المولیٰ‏‎ ‎‏تعالیٰ وتقدّس. وهذا وذاک أقوی المفاهیم فی قسمی المخالف والموافق.‏

‏وربّما یوجد فی الأمثلة ما لا ثمرة للقول بالمفهوم لها، کما فی قولهم: «إن‏‎ ‎‏جاءک زید فأکرمه» إلاّ علی القول بأنّ مفهومه تحریم الإکرام عند عدم المجیء‏‎ ‎‏وهذا یعلم بالتأمّل والتدبّر.‏


کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 13
وعلیٰ کلّ تقدیر :‏ لایورث انتفاء ثمرة القول بالمفهوم فی بعض الأمثلة بما هو‏‎ ‎‏المهمّ فی المقام، والله ولیّ الإنعام.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 14