المقصد الرابع فی المفاهیـم

الأمر الأوّل : حول المراد من «تداخل الأسباب والمسبّبات»

الأمر الأوّل : حول المراد من «تداخل الأسباب والمسبّبات»

‏ ‏

‏المراد من «تداخل الأسباب وعدمه» هو أنّه إذا تعدّد الشرط واتحد الجزاء،‏‎ ‎‏فهل فی مقام التشریع والجعل یستلزم تعدُّد الشرط تعدّدَ المشروط له، وهل یتعدّد‏‎ ‎‏الحکم فی التالی بتعدّد المقدّم، ویتعدّد الإیجاب والجعل بتعدّد السبب المذکور فی‏‎ ‎‏المقدّم ، أم لا؟‏

‏فإن کان یستلزم تعدّد السبب تعدّد المسبّب والمجعول تشریعاً وجعلاً، فهو‏‎ ‎‏یسمّیٰ بـ «أصالة عدم تداخل العلل والأسباب» لأنّ کلّ سبب أثّر فی مسبّبه،‏‎ ‎‏واستعقب حکماً یخصّه.‏

‏وإن لم یستلزم ذلک، بل یکون السبب المتقدّم مستتبعاً للحکم فی مرحلة‏‎ ‎‏التشریع دون التأخّر، أو یستلزمان فی صورة التقارن حکماً واحداً وإیجاباً وحدانیّاً،‏‎ ‎‏فهو یسمّیٰ بـ «أصالة التداخل فی الأسباب».‏

‏والمراد من «تداخل المسبّبات وعدمه» هو أنّه علی تقدیر القول بتداخل‏‎ ‎‏الأسباب؛ وأنّ السبب المتأخّر لایوجب شیئاً، وفی صورة المقارنة یکون المجموع‏‎ ‎‏مؤثّراً وسبباً، فلا کلام ولا نزاع فی مقام الامتثال؛ ضرورة کفایة الوجود الواحد‏‎ ‎‏والمصداق الفارد.‏

‏وأمّا علیٰ تقدیر القول بعدم التداخل فی مرحلة التشریع والجعل، وأنّه یکون‏‎ ‎‏الوجوب مثلاً متعدّداً بتعدّد السبب والعلّة، فهل فی مقام الامتثال یکفی أیضاً‏‎ ‎‏المصداق الواحد والامتثال الفارد، أم لابدّ من الامتثالات حسب تعدّد الأسباب،‏‎ ‎‏فالأوّل یسمّیٰ ب«تداخل المسبّبات» والثانی یسمّیٰ بـ «عدم تداخلها».‏


کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 75
‏فعلیٰ ما تبیّن واتضح ظهر : أنّ ما یوهمه عنوان الأصحاب ‏‏رحمهم الله‏‏ من تداخل‏‎ ‎‏الأسباب بما هی أسباب‏‎[1]‎‏، فی غیر محلّه؛ ضرورة امتناع تداخلها مع الإقرار‏‎ ‎‏بالسببیّة المستقلّة، فالمقصود هو تداخل ذواتها فی السببیّة، واجتماعهما فی‏‎ ‎‏التأثیر مثلاً.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 76

  • ))مطارح الأنظار : 175 / هدایة ، فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 2 : 489 ـ 490، نهایة الاُصول : 305، مناهج الوصول 2 : 192 ـ 193 .