المقصد الرابع فی المفاهیـم

الأمر الثالث : حول ارتباط هذه المسألة بمسألة تعدّدالشرط واتحاد الجزاء

الأمر الثالث : حول ارتباط هذه المسألة بمسألة تعدّدالشرط واتحاد الجزاء

‏ ‏

‏یظهر من «الکفایة»‏‎[1]‎‏ و«تهذیب الاُصول»‏‎[2]‎‏ أنّ التنبیه السابق ـ بتقریب منّی‏‎ ‎‏ـ کان متصدّیاً لموضوع البحث فی هذا التنبیه؛ فإنّه إن قلنا فی التنبیه السابق: بأنّ کلّ‏‎ ‎‏واحد من الشرطین جزء السبب، فلا یأتی البحث هنا؛ لما لاتعدّد للسبب.‏

‏وإن قلنا فیه: بأنّ کلّ واحد من الشرطین علّة مستقلّة، فیصحّ البحث هنا عن‏‎ ‎‏التداخل وعدمه، کما صرّح به الوالد ـ مدّظلّه فی ذیل کلامه.‏

‏ولکنّه بمعزل عن التحقیق؛ ضرورة أنّ النزاع کما یأتی لایختصّ بصورة تعدّد‏‎ ‎‏السبب نوعاً، بل یأتی فی صورة تعدّد السبب شخصاً، فلو فرضنا أنّ الخسوف‏‎ ‎‏والزلزلة ـ مجموعاً ـ علّة لإیجاب الصلاة، وفرضنا تکرار الخسوف والزلزلة، فیکون‏‎ ‎‏هو من تعدّد السبب، ویندرج فی محطّ البحث، کما سیمرّ علیک توضیحه‏‎[3]‎‏.‏

وبالجملة :‏ علیٰ جمیع التقادیر فی المسألة السابقة یتّضح البحث هنا.‏


کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 77
‏اللهمّ إلاّ أن یقال علی القول: بأنّ العناوین المأخوذة فی المقدّم معرّفات لما‏‎ ‎‏هو السبب، فإن کان السبب قابلاً للتکرار فهو، وإلاّ فلایصحّ البحث؛ لما لایتکرّر‏‎ ‎‏السبب نوعاً ولاشخصاً حتّیٰ یندرج فی موضوع الخلاف هنا.‏

‏وإلی هذا یرجع ما أفاده الفخر ‏‏قدس سره‏‏ کما یأتی‏‎[4]‎‏: من أنّ مع الالتزام بأنّ عناوین‏‎ ‎‏الشروط معرّفات، لا معنیٰ للنزاع. نعم فی إطلاق کلامه نظر؛ ضرورة أنّه مع کونها‏‎ ‎‏معرّفات یمکن تعدّد السبب الواقعیّ شخصاً، فلو لم یتقبل التعدّد شخصاً ـ کما اُشیر‏‎ ‎‏إلیه یسقط النزاع طبعاً، فلاحظ واغتنم.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 78

  • ))کفایة الاُصول : 239 .
  • ))تهذیب الاُصول 1 : 435 .
  • ))یأتی فی الصفحة 109 ـ 112 .
  • ))یأتی فی الصفحة 107 .