المقصد الرابع فی المفاهیـم

الأمر الخامس : فی المراد من «وحدة الجزاء»

الأمر الخامس : فی المراد من «وحدة الجزاء»

‏ ‏

‏المراد من «وحدة الجزاء» هو أن یکون المجعول فی القضیّتین واحداً عنواناً‏‎ ‎‏وقیداً، فلو تعدّدا عنواناً، أو اتحدا عنواناً وتعدّدا قیداً وخصوصیّةً، فهو خارج عن‏‎ ‎‏محطّ الکلام فی المسألتین، فلو ورد «إن أجنبت فاغتسل» وورد «إن مسست المیّت‏‎ ‎‏فاغتسل» وکان المأمور به فی الاُولیٰ غسل الجنابة، والمأمور به فی الثانیة غسل‏‎ ‎‏مسّ المیّت، فهو خارج عن محطّ البحث؛ لأنّ الجزاء متعدّد.‏

‏فلابدّ من القول بعدم تداخل الأسباب والمسبّبات إلاّ إذا قام الدلیل الخاصّ‏‎ ‎‏التعبّدی، کما فی مورد الأغسال‏‎[1]‎‏، فعدّ الأغسال من صغریات هاتین المسألتین‏‎[2]‎‏،‏‎ ‎‏فی غیر مقامه.‏

‏فما هو الجهة المبحوث عنها : هی ما إذا ورد «إن نمت فتوضّأ» و «إن بلت‏‎ ‎‏فتوضّأ» وکان المأمور به فی القضیّتین واحداً عنواناً وقیداً.‏

‏نعم، یأتی فی بحوث المسألة الثانیة بحث یختصّ بها: وهو أنّه مع تعدّد‏‎ ‎‏المسبّب قیداً، هل یمکن الالتزام بالتداخل أحیاناً حسب القواعد العقلیّة، أم لا؟‏‎ ‎‏وتفصیل هذه المسألة مذکور منّا فی الفقه فی بحوث نیّة الصوم‏‎[3]‎‏، وسیمرّ بک ـ إن‏‎ ‎‏شاء الله ـ إجماله فی المسألة الثانیة‏‎[4]‎‏.‏


کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 80
وغیر خفیّ :‏ أنّ القیود الموجبة لتعدّد الجزاء أعمّ من القیود الخارجیّة‏‎ ‎‏والذهنیّة، کالقیود المنوّعة لطبیعة الغسل، وتقسِّم تلک الطبیعة إلیٰ غسل الجمعة،‏‎ ‎‏والجنابة وغیره، فإنّ کلّ هذه القیود ـ حسب التحقیق ـ داخلة فی محطّ الأمر،‏‎ ‎‏وبذلک یتعدّد الجزاء، ویخرج من محطّ  النزاع.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 81

  • ))الکافی 3 : 41 / 1 و2، تهذیب الأحکام 1 : 107 / 279، و395 / 1225، وسائل الشیعة 2 : 261، کتاب الطهارة ، أبواب الجنابة ، الباب 43 .
  • ))فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 2 : 491، تهذیب الاُصول 1 : 436.
  • ))تحریرات فی الفقه، کتاب الصوم ، الفصل العاشر من الموقف الأوّل .
  • ))یأتی فی الصفحة 109 ـ 112 .