المقصد الرابع فی المفاهیـم

الأمر السادس : فی سقوط النزاع بناء علی رجوع الشرطیة إلی البتّیة

الأمر السادس : فی سقوط النزاع بناء علی رجوع الشرطیة إلی البتّیة

‏ ‏

‏بناءً علیٰ رجوع القضیّة الشرطیّة إلی القضیّة البتّیة، فهل یسقط هذا النزاع،‏‎ ‎‏أم لا؟ وجهان.‏

والذی هو الأظهر :‏ أنّ النظر فی المقام لیس محصوراً بالقضایا الشرطیّة، بل‏‎ ‎‏یأتی النزاع فیما إذا تعدّد العنوان، وکان کلّ عنوان محکوماً بحکم واحد، واتفق‏‎ ‎‏انطباقهما علی الواحد.‏

مثلاً :‏ إذا أرجعنا القضیّة الشرطیّة إلی البتّیة، وقلنا: «إنّ المجامع یکفّر»‏‎ ‎‏و«المفطر یکفّر» أو قلنا: «إنّ المجامع یتوضّأ» و «النائم یتوضّأ» واتفق تقدّم‏‎ ‎‏أحدهما، وتأخّر الآخر، فهل یتعدّد الحکم، أم لا، أو إذا تقارنا یتعدّد الحکم، أم لا؟‏‎ ‎‏فلایختصّ النزاع فی المقام بالقضیّة الشرطیّة، بل جهة النزاع أعمّ من ذلک، وأعمّ من‏‎ ‎‏کون تعدّد السبب ثابتاً بالأدلّة اللفظیّة، أو کان ممّا یثبت بالإجماع أو العقل.‏

‏نعم، ربّما یقع من یعتقد برجوع الشرطیّة إلی البتّیة‏‎[1]‎‏ فی حیص وبیص، کما‏‎ ‎‏إذا ورد «‏إذا انخسف القمر فصلّ‏» وما شابهه، فإنّه لا موضوع حتّیٰ یرجع الشرط‏‎ ‎‏إلیٰ عنوانه.‏

‏اللهمّ إلاّ أن یقال: برجوعه إلیٰ أنّ مدرک الخسوف أو الکسوف أو الزلزلة‏

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 81
‏یصلّی، وهذا أیضاً من الشواهد علیٰ بطلان الإرجاع المزبور.‏

‏وربّما لایمکن إرجاعه علی النحو المزبور أیضاً، کما لو ورد «إذا وجد‏‎ ‎‏المسجد» أو «وجد البیت فصلّ فیه» أو «طف به» فإنّ الإرجاع المزبور یخلّ‏‎ ‎‏بالمقصود، کما لایخفیٰ.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 82

  • ))فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 1 : 178 .