المقصد الرابع فی المفاهیـم

الأمر السابع : حول الأقوال والاحتمالات فی المسألة

الأمر السابع : حول الأقوال والاحتمالات فی المسألة

‏ ‏

‏الأقوال فی المسألة حسبما قیل خمسة‏‎[1]‎‏، والمعروف منها ثلاثة‏‎[2]‎‏:‏

‏فالمنسوب إلی المشهور عدم التداخل فی المسألتین‏‎[3]‎‏.‏

‏ونسب إلیٰ جمع‏‎[4]‎‏ وفیهم العلاّمة الخونساریّ ‏‏قدس سره‏‎[5]‎‏ التداخل، ونتیجة‏‎ ‎‏التداخل فی الأسباب هو التداخل فی المسبّبات أیضاً، کما هو الواضح.‏

‏وعن الحلّیّ ‏‏رحمه الله‏‏ التفصیل بین ما إذا تعدّدت الأسباب نوعاً أو جنساً، فقال فیه‏‎ ‎‏بعدمه، وما إذا تعدّدت شخصاً فقال فیه بالتداخل‏‎[6]‎‏.‏

‏وهنا احتمالان آخران :‏

أحدهما :‏ التداخل فی المسألة الاُولی، وعلیٰ تقدیر عدم التداخل یتعیّن‏‎ ‎‏التداخل فی المسألة الثانیة.‏


کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 82
وثانیهما :‏ التفصیل بین حکم العقل والعرف فتأمّل.‏

‏وهنا احتمال ثالث: وهو التفصیل بین ما إذا تقارنا فیکونان سبباً واحداً، وإذا‏‎ ‎‏لم یتقارنا یکون کلّ واحد سبباً مستقلاًّ.‏

والذی هو التحقیق :‏ أنّ ما یقتضیه عنوان المسألة هو أنّ مع تعدّد الشرط،‏‎ ‎‏واتحاد الجزاء ثبوتاً وواقعاً، هل یلزم من تعدّد الشرط والسبب تعدّد الوجوب‏‎ ‎‏والمسبّب فی مرحلة الإنشاء، أم لا؟‏

‏وما تقتضیه أدلّة المتخاصمین وکیفیّة استدلالهم؛ هو أنّ تعدّد الشرط واتحاد‏‎ ‎‏الجزاء صورةً وظاهراً، هل یقتضی التصرّف فی ناحیة الشرط لجعل السببین سبباً‏‎ ‎‏واحداً فی التأثیر والسببیّة، أو التصرّف فی وحدة المسبّب؛ بجعل المسبّب کثیراً‏‎ ‎‏ومتکثّراً بدخول القید علیه، وتعنونه بعنوان «الشرط» أو بعنوان آخر.‏

‏وحیث إنّهم خلطوا فی المقام ـ حسبما یستظهر من مختلف عباراتهم، مع‏‎ ‎‏إمکان البحث عن المسألتین مستقلاًّ، ویختلف فیهما النظر أحیاناً، فتکون الأقوال‏‎ ‎‏غیر واردة علیٰ مسألة واحدة ـ لابدّ من عقد البحث هنا فی مسائل مختلفة حتّیٰ‏‎ ‎‏یتّضح حقیقة الأمر؛ وإن کان الظاهر أنّهم مختلفون فی المسألة الثانیة فی تداخل‏‎ ‎‏الأسباب والمسبّبات، فلاتخلط.‏

ودعویٰ :‏ أنّ المسألة الاُولیٰ واضحة؛ ضرورة مع وحدة الجزاء ثبوتاً وواقعاً‏‎ ‎‏یتعیّن تداخل الأسباب، ولو فرض تعدّد المسبّب والحکم یتعیّن تداخل المسبّبات؛‏‎ ‎‏لأنّ الإجزاء قهریّ، غیر صحیحة کما یأتی‏‎[7]‎‏.‏

‏نعم، لیست المسألة الاُولیٰ مثل الثانیة فی الخلاف، والأمر ـ بعد ذلک ـ‏‎ ‎‏سهل جدّاً.‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 83

  • ))لاحظ حاشیة کفایة الاُصول ، المشکینی 2 : 298 ، منتهی الاُصول 1 : 434 .
  • ))مطارح الأنظار : 175 / السطر21 ـ 22 ، کفایة الاُصول : 239 ـ 240، مناهج الوصول 2 : 197 .
  • ))مطارح الأنظار : 175 / السطر 21 .
  • ))مطارح الأنظار : 175 / السطر 21 .
  • ))مشارق الشموس : 61 / السطر 31 ـ 33 .
  • ))السرائر 1 : 258 .
  • ))یأتی فی الصفحة 88 ـ 89 .