المقصد الرابع فی المفاهیـم

الأمر الثامن : فی مقتضی الاُصول العملیّة فی المقام

الأمر الثامن : فی مقتضی الاُصول العملیّة فی المقام

‏ ‏

‏مقتضی الاُصول العملیّة فی المسألة الاُصولیّة، وفی مسألة الشکّ فی تأثیر‏‎ ‎‏السبب الثانی، أو الشکّ فی تأثیرهما مستقلاًّ عند تقارنهما، عدم التأثیر.‏

‏وهذا هو مقتضی استصحاب العدم المحمولیّ؛ ضرورة عدم حالة سابقة للعدم‏‎ ‎‏النعتیّ، مثلاً إذا نام بعدما بال، وشکّ فی تأثیر النوم، فلایستصحب عدم تأثیر النوم؛‏‎ ‎‏لما أنّه یحتمل أن یوجد مؤثّراً.‏

‏نعم، لنا استصحاب عدم تأثیر النوم بعدم جعل الشرع مؤثّریته؛ بناءً علیٰ‏‎ ‎‏إمکان جعل السببیّة والتأثیر فی الاعتبار والشرعیّات؛ أی لم یکن النوم المتأخّر عن‏‎ ‎‏البول فی الأزل مؤثّراً.‏

‏وأمّا بناءً علیٰ کون التأثیر من تبعات الماهیّات ولایکون قابلاً للجعل عند‏‎ ‎‏حدوث الشرع، فلایجری هذا العدم المحمولیّ أیضاً.‏

‏وأمّا إجراء الأصل بجعل عنوان «السبب» مجراه، ونفی السببیّة عن المتأخّر،‏‎ ‎‏فهو غیر نافع؛ لما لا أثر شرعاً لعنوان «السبب» بل الأثر الشرعیّ ثابت للسبب‏‎ ‎‏بالحمل الشائع، وهو النوم والبول وأمثالهما.‏

‏ومن هنا یظهر حال الأصل فی صورة تقارن السببین، کما لایخفیٰ. هذا کلّه‏‎ ‎‏فی مسألة التداخل فی الأسباب.‏

‏وأمّا فی المسبّبات بعد الإقرار بعدم التداخل، فیرجع الشکّ إلی الشکّ فی‏‎ ‎‏السقوط، فیکون المرجع قاعدة الاشتغال. هذا حال المسألة الاُصولیّة.‏

‏وأمّا حال المسألة الفقهیّة، فإن جری الأصل فی المسألة الاُصولیّة فهو، وإلاّ‏‎ ‎‏فتصل النوبة إلی البراءة عن التکلیف الزائد فی صورتی التقارن وعدمه، کما هو‏‎ ‎‏الواضح.‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 84