المقصد الرابع فی المفاهیـم

تنبیه : فی اندفاع شبهة «العوائد» بما فی «المطارح»

تنبیه : فی اندفاع شبهة «العوائد» بما فی «المطارح»

‏ ‏

‏یمکن أن تندفع الشبهة المزبورة المشار إلیها فی «عوائد» النراقیّ ‏‏قدس سره‏‏ أیضاً‏‎[1]‎‎ ‎‏بما اُشیر إلیه فی «تقریرات» جدّی العلاّمة ‏‏قدس سره‏‎[2]‎‏ وهو ببیان منّا: أنّ المرتکز العقلائیّ‏‎ ‎‏والأفهام العرفیّة ناهضة علی أنّ المجعول فی الجزاء والطبیعة المأمور بها، تقلع أثر‏‎ ‎‏الشرط وتدفع خاصّته، ولا تکون الأوامر والنواهی إلاّ مترشّحات عن تلک الخواصّ‏‎ ‎‏والآثار المودعة فی تلک الطبائع؛ حسب مذهب العدلیّة.‏

‏وحمل تلک الأوامر علی المصلحة فی الجعل وإن کان یدفع به مشکلة عقلیّة‏‎ ‎‏وهی نسبة الجزاف إلی الحقّ عزّ اسمه ولکن هو خلاف بناء الأصحاب ‏‏رحمهم الله‏‎ ‎‏والارتکاز جدّاً.‏

‏فعلیٰ هذا، لاینتقل العرف من قولک: «إذا بلت فتوضّأ» إلاّ إلیٰ أنّ البول‏‎ ‎‏یستتبع أثراً، وذلک الأثر یُمحیٰ بالوضوء وهکذا من غیر توجّه إلی الوجوب‏‎ ‎‏والحکم، فلو تعدّد السبب فیکون کلّ من البول والنوم مقتضیاً لأثر یخصّه، ولایرتفع‏‎ ‎‏ذلک إلاّ بالوضوء المخصوص به، فیتعدّد المزیل لتعدّد الأثر.‏

‏نعم، هذا هو وجه عرفیّ لا عقلیّ؛ ضرورة إمکان زوال الأثر المستند إلی‏‎ ‎‏الوضوء الواحد. بل ولو کان أثر کلّ من البول والنوم مخالفاً للآخر، یمکن أن یکون‏‎ ‎‏الوضوء مزیلاً لهما بحسب الثبوت، ولکن العرف ینتقل من کلّ من السببین إلیٰ تعدّد‏‎ ‎‏الأثر واستتباع جهة خاصّة به لاتزول إلاّ بمزیل مخصوص به، فلیتدبّر جیّداً.‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 108

  • ))عوائد الأیّام : 102 .
  • ))مطارح الأنظار : 179 / السطر 15 ـ 24 .