المقصد الرابع فی المفاهیـم

الجهة الثانیة : فی أنّها هل تفید الحصر، أم لا؟

الجهة الثانیة : فی أنّها هل تفید الحصر[1]، أم لا[2]؟

‏ ‏

‏أو یفصّل بین کلمة «إنّما» بالکسر و «أنّما» بالفتح‏‎[3]‎‏، أن یفصّل بین حصر‏‎ ‎‏المسند إلیه وبالعکس‏‎[4]‎‏، فیفید الأوّل فی قولک: «إنّما زید کاتب» دون الثانی «إنّما‏‎ ‎‏یکتب زید» وجوه واحتمالات.‏

‏وما هو الأقوی الأظهر هو الوجه الثانی؛ وذلک لوجوه:‏

منها :‏ عدم معهودیّتها للحصر فی کلمات السلف والخلف إلاّ من شذّ من‏‎ ‎‏المتأخّرین‏‎[5]‎‏.‏

ومنها :‏ أنّها بالمقایسة إلیٰ «أنّما» بالفتح و «لیتما» وأمثالها، یظهر اشتراکهما‏‎ ‎‏فی المعنیٰ، وعدم إفادتها الحصر أیضاً.‏

ومنها :‏ أنّها کثیراً ما استعملت فیما لا حصر هناک، کقوله تعالیٰ: ‏‏«‏قُلْ إنَّمَا أَنَا‎ ‎بَشَرٌ مِثْلُکُمْ‏»‏‎[6]‎‏ وقوله تعالیٰ: ‏‏«‏إنّمَا أنْتَ مُنْذِرُ‏»‏‎[7]‎‏ وقوله تعالیٰ: ‏‏«‏إنّمَا أنْتَ مُنْذِرٌ‎ ‎مَنْ یَخْشَاهَا‏»‏‎[8]‎‏ وقوله تعالیٰ: ‏‏«‏وَلاَیَحْسَبَنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِی لَهُمْ خَیْرٌ‎ ‎لِأَنْفُسِهِمْ إنَّمَا نُمْلِی لَهُمْ لِیَزْدَادُوا إثْمَاً وَلَهْمْ عَذَابٌ مُهِینٌ‏»‏‎[9]‎‏ وقوله تعالیٰ: ‏‏«‏إنَّمَا‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 184
الْخَمْرُ وَالْمَیْسَرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّیْطَانِ‏»‏‎[10]‎‏.‏

‏وإمکان کون بعض منها من حصر المسند إلیه فی المسند ـ کالاُولیٰ والأخیرة‏‎ ‎‏ـ لایضرّ؛ فإنّ الرجوع إلیٰ موارد استعمالها یعطی عدم دلالتها إلاّ علیٰ أنّ الحکم‏‎ ‎‏مبنیّ علی التأکید، وقد ورد فی ذیل قوله تعالیٰ: ‏‏«‏لاَ تَأْکُلُوا أَمْوَالَکُمْ بَیْنَکُمْ‎ ‎بِالْبَاطِلِ‏»‏‎[11]‎‏ أنّه ‏«إنّما هو القمار»‎[12]‎‏ مع أنّ إفادة الحصر تضرّ باستدلال القوم بها،‏‎ ‎‏ولایمکن الالتزام بالتخصیص، کما لایخفیٰ.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 185

  • ))مغنی اللبیب : 59، مفاتیح الاُصول : 107 / السطر 18 ـ 21 و 213 / السطر 21 .
  • ))مناهج الأحکام والاُصول : 134 / السطر 23 ـ 25 .
  • ))الفصول الغرویّة: 155 .
  • ))محاضرات فی اُصول الفقه 5 : 141 .
  • ))قوانین الاُصول 1 : 190 / السطر 15 ـ 16، مفاتیح الاُصول : 107 / السطر 15 .
  • ))فصّلت (41) : 6 .
  • ))الرعد (13) : 71 .
  • ))النازعات (79) : 45 .
  • ))آل عمران (3) : 178 .
  • ))المائدة (5) : 90 .
  • ))النساء (4) : 29 .
  • ))لم نعثر علی هذه الروایة .