المقصد الخامس فی العامّ والخاصّ

المبحث الثانی فی صور المخصّص وأحکامها

المبحث الثانی فی صور المخصّص وأحکامها

‏ ‏

اعلم :‏ أنّ البحث فی المسألة الاُولیٰ کان حول أنّ نفس التخصیص ـ ولو کان‏‎ ‎‏المخصّص لفظیّاً معلوم المراد ومبیّن المفهوم، بل ومتّصلاً ـ هل یستلزم سقوط العامّ‏‎ ‎‏عن الحجّیة بالنسبة إلیٰ موارد الشکّ والشبهة؟ وفیما نحن فیه حول أنّ المخصّص إذا‏‎ ‎‏کان کذا وکذا، هل یستلزم ذلک، أم لا؟ فلا وجه لدرج أقسام المخصّص اللفظیّ‏‎ ‎‏المعلوم المراد فی هذا البحث؛ لدخوله فی المسألة الاُولیٰ، لأنّه القدر المتیقّن منها.‏

‏إذا عرفت ذلک فلیعلم : أنّ المخصّص علیٰ أنحاء؛ لأنّه تارة: یکون لفظیّاً‏‎ ‎‏مجمل المراد، واُخریٰ: لبیّاً.‏

وعلی الأوّل :‏ إمّا یکون متّصلاً، أو منفصلاً، أو بصورة الاستثناء.‏

وعلیٰ کلّ تقدیر :‏ إمّا یکون بنحو الاستغراق، أم بشکل الإطلاق.‏

مثلاً :‏ تارة یرد قوله «لاتکرم الفسّاق من العلماء» بعد قوله: «أکرم کلّ عالم».‏

واُخریٰ :‏ یرد قوله «لاتکرم الفاسق منهم» فإنّ الثانی بشکل الإطلاق وإن کان‏‎ ‎‏مخصّصاً؛ لما عرفت من أعمّیة الخاصّ من هذه الجهة‏‎[1]‎‏.‏


کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 231
‏وأمّا درج الشبهة المصداقیّة فی أقسام المخصّص‏‎[2]‎‏، فهو فی غیر محلّه؛ لأنّه‏‎ ‎‏یرجع إلیٰ جهة خارجیّة لا ربط لها بعنوان المخصّص وخصوصیّته، التی توجب‏‎ ‎‏أحیاناً سقوط العامّ عن الحجّیة، فلاتخلط، والأمر سهل.‏

وعلی الثانی :‏ فإمّا یکون اللبّ من قبیل الإجماع، أو من قبیل البناءات‏‎ ‎‏العقلائیّة، أو العقل الصریح الواضح، أو من العقل البرهانیّ.‏

وعلیٰ جمیع التقادیر :‏ إمّا یکون مجملاً، أو معلوم المراد.‏

‏وعلی تقدیر الإجمال ‏تارة :‏ یکون الإجمال فی الفرضین من قبیل الأقلّ‏‎ ‎‏والأکثر.‏

واُخریٰ :‏ یکون من قبیل المتباینین.‏

‏والذی هو مورد النظر فی هذه الأقسام؛ هو أنّ المخصّصات المزبورة توجب‏‎ ‎‏سقوط العامّ عن الحجّیة وإن لم تستلزم المجازیّة، أم لا، وعلیٰ هذا فلابدّ من‏‎ ‎‏التعرّض لاُصولها حتّیٰ یتبیّن حال فروعها إن شاء الله تعالیٰ وإلیک نبذة من صورها:‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 232

  • ))تقدّم فی الصفحة 213 .
  • ))تشریح الاُصول : 260، فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 2 : 525، نهایة الأفکار 1 : 512، نهایة الاُصول : 327 .