المقصد الخامس فی العامّ والخاصّ

بقی شیء : حول سقوط أصالة الجدّ فی المقام

بقی شیء : حول سقوط أصالة الجدّ فی المقام

‏ ‏

‏وهو أنّ إجراء أصالة الجدّ قبل التخصیص فی مورد الشکّ فی الفسق قطعیّ،‏‎ ‎‏وأمّا بعد خروج الفسّاق فیشکل؛ لأجل وجود ما یصلح للقرینیّة علیٰ عدم الإرادة‏‎ ‎‏الجدّیة فی مورده، وعدم محکومیّته بالحکم الفعلیّ، فإنّ سقوط أصل التطابق‏‎ ‎‏وأصالة الجدّ بالنسبة إلیٰ تلک الطائفة، یکفی لأن یکون موجباً لشکّ العقلاء والعرف‏‎ ‎‏فی حجّیة العامّ بعد ذلک فی مورد الشبهة، وإذا کان الشکّ فی الحجّیة مستنداً إلیٰ‏‎ ‎‏منشأ عقلائیّ فلایمکن إحرازه.‏

اللهمّ إلاّ أن یقال أوّلاً :‏ بأنّ ذلک غیر واضح، فلابدّ من الأخذ بالظاهر حتّیٰ‏‎ ‎‏یثبت خلافه.‏

وثانیاً :‏ بأنّ قضیّة جریان أصالة التطابق إحراز أنّ زیداً غیر فاسق، فیخرج‏‎ ‎‏بذلک عن الشبهة حسب لازم شمول العامّ.‏

ویمکن دعویٰ :‏ أنّه من الدور؛ لأنّ جریان أصالة الجدّ منوط بالإحراز‏‎ ‎‏المنوط بها، فتدبّر فیها.‏

وبالجملة :‏ تحصّل حتّی الآن؛ أنّ الوجوه المتمسّک بها لإسقاط حجّیة العامّ،‏‎ ‎‏ولتحصیل التفکیک بین الظهور والحجّیة، وأنّ أصالة الجدّ لاتجری بالنسبة إلی العامّ‏‎ ‎‏فی الشبهة المصداقیّة، کلّها غیر نقیّة حسب الصناعة العلمیّة، وینحصر الوجه‏‎ ‎‏بإرجاع تلک الشبهة إلی الشبهة الموضوعیّة بتعنون العامّ، وقد عرفت عدم تمامیّته‏

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 259
‏فی المخصّصات الواقعیّة أوّلاً، وفی مطلق التخصیص والتقیید ثانیاً، وفی موارد‏‎ ‎‏الحکومة ثالثاً‏‎[1]‎‏، کما یأتی البحث عنه إجمالاً إن شاء الله تعالیٰ‏‎[2]‎‏.‏

‏ولأجل ذلک وذاک رأیت فی حواشی العلاّمة الإیروانیّ ‏‏قدس سره‏‏ إسقاط الحجّیة‏‎ ‎‏حتّیٰ فی الشبهة المفهومیّة‏‎[3]‎‏ ، وفی حواشی جدّی العلاّمة ـ مدّظلّه إثباتها حتّیٰ فیما‏‎ ‎‏نحن فیه‏‎[4]‎‏، من غیر اعتناء بما تسالم علیه العقلاء المتأخّرون ‏‏رحمهم الله‏‎[5]‎‏.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 260

  • ))تقدّم فی الصفحة 232 ـ 239 و 253 ـ 255 .
  • ))یأتی فی الصفحة 267 ـ 268 .
  • ))نهایة النهایة 1 : 282 ـ 283 .
  • ))غرر العوائد من درر الفوائد : 83 ـ 84 .
  • ))کفایة الاُصول : 258 / 259، فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 2 : 524 ـ 529، نهایة الاُصول : 327 ـ 332 .