المقصد الخامس فی العامّ والخاصّ

تذنیب : حول إیجاب المخصّص المنفصل لصیرورة الشبهة موضوعیّة باعتبار مقام الثبوت

تذنیب : حول إیجاب المخصّص المنفصل لصیرورة الشبهة موضوعیّة باعتبار مقام الثبوت

‏ ‏

ربّما یقال :‏ إنّ المخصّص المنفصل وإن لایورث تعنون العامّ إثباتاً وفی‏‎ ‎‏مرحلة الإنشاء الجعل، ولکن یورث تضییق المراد وتحدّد الإرادة، وتنتقل الأذهان‏‎ ‎‏العرفیّة إلی أنّ المولیٰ أراد کذا وکذا، فتصیر الشبهة موضوعیّة باعتبار مقام الثبوت،‏‎ ‎‏دون الإثبات، وهذا ممّا لایمکن إنکاره فی النظر البدویّ.‏

أقول :‏ قد کنّا فی سالف الزمان مصرّین علیٰ هذا الأمر، ولکنّ التوجّه إلیٰ‏‎ ‎‏أطراف القضیّة، مع احتمال کون المخصّص منفصلاً لأجل أمثال ذلک، یوجب أن‏‎ ‎‏یقال: بأنّ العامّ یشمل المورد، ویکون کاشفاً عن الإرادة الجدّیة بالنسبة إلیه،‏‎ ‎‏فیخرج طبعاً وقهراً عن موضوع الخاصّ حسب الظاهر.‏

‏وممّا یؤیّد التمسّک ، التأمّل فی القوانین العرفیّة، فإنّ قانون الخدمة العسکریّة‏‎ ‎‏مخصّص بموارد خاصّة ، ومادام لم یحرز عنوان المخصّص یؤخذ المشمول‏‎ ‎‏ویستدعیٰ إلی الخدمة من غیر توقّف أو مناقشة ظاهراً.‏

‏ثمّ إنّ التفصیل الذی أبدعناه فی الشبهة المفهومیّة‏‎[1]‎‏ غیر جارٍ فی المقام؛‏‎ ‎‏وذلک لأنّ فی الشبهة الحکمیّة یکون الأمر بید الشرع، فیمکن دعویٰ قصور الدلیل‏‎ ‎‏والعامّ عن الحجّیة بعد ورود المنفصل الناظر إلیه، وأمّا فیما نحن فیه فلایکون رفع‏‎ ‎‏الشبهة بید الشرع، فلو ورد: «لاتکرم الفسّاق من العلماء» بعنوان تحدید الحکم‏‎ ‎‏الثابت فی العامّ، ولایکون حکماً نفسیّاً تحریمیّاً، فهو أیضاً وإن یعدّ من تتمّة الکلام‏

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 262
‏الأوّل، ولکن لایوجب قصوراً فی حجّیة العامّ بعد وضوح مفاده ومفهومه، وعلیٰ هذا‏‎ ‎‏یلزم بناءً علیٰ ما سلکناه عکس ما اشتهر بین المتأخّرین: وهو التمسّک بالعامّ فی‏‎ ‎‏الشبهة المفهومیّة، دون المصداقیّة، والله العالم بحقائق الاُمور.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 263

  • ))تقدّم فی الصفحة 236 ـ 237 .