المقصد الخامس فی العامّ والخاصّ

الخامس : حول التمسّک بإطلاق أو عموم المحکوم فی الشبهة المصداقیّة

الخامس : حول التمسّک بإطلاق أو عموم المحکوم فی الشبهة المصداقیّة

‏ ‏

‏هل یجوز التمسّک بإطلاق أوعموم دلیل المحکوم فیالشبهة المصداقیّة، أم لا؟‏

‏وهذه المسألة بذاتها تدلّ علیٰ بطلان مقالة العَلمین: الحائریّ‏‎[1]‎‏،‏‎ ‎‏والنائینیّ‏‎[2]‎‏ من أنّ العموم یعنون، فإنّه لایمکن تعنون دلیل المحکوم بلسان‏‎ ‎‏الحاکم، کما لایخفیٰ.‏

‏ولا فرق فی هذه المسألة بین کون النسبة بین الدلیلین عموماً مطلقاً، أو من‏‎ ‎‏وجه، بل المناط هو التقدّم بالحکومة.‏

وبالجملة :‏ قضیّة ما سلف عن المتأخّرین‏‎[3]‎‏ منع التمسّک أیضاً، ومقتضیٰ ما‏‎ ‎‏مرّ منّا‏‎[4]‎‏ صحّة التمسّک وجوازه، والأمر هنا أوضح، وربّما یؤیّد أصل البحث .‏

‏ومن هنا یظهر حال الدلیلین اللّذین کان بینهما العموم من وجه، ولکن قدّم‏

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 270
‏أحدهما علی الآخر؛ لأحد الوجوه المتمسّک بها فی تقدیم أحد العامّین من وجه‏‎ ‎‏علی الآخر‏‎[5]‎‏.‏

‏نعم، فیما إذا کان التقدیم مخصوصاً بحال المعارضة؛ وبالمورد الذی وقع‏‎ ‎‏بینهما التعارض، کما إذا قدّم أحدهما علی الآخر فی محلّ التعارض؛ لأنّه القدر‏‎ ‎‏المتیقّن منه، أو لأنّ بخروجه عن أحدهما یلزم الاستهجان، فلایلزم من ذلک کون‏‎ ‎‏مورد الشبهة فیما نحن فیه من الشبهة المصداقیّة، بل یصیر الدلیلان متعارضین،‏‎ ‎‏ولایجوز التمسّک بأحدهما المعیّن، ویندرجان فی باب التزاحم المحرّرة أحکامه‏‎ ‎‏فی البحوث السابقة‏‎[6]‎‏.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 271

  • ))درر الفوائد، المحقّق الحائری : 217 .
  • ))فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 2 : 525 .
  • ))تقدّم فی الصفحة 255 ـ 257 .
  • ))تقدّم فی الصفحة 256 ـ 261 .
  • ))فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 4 : 792 ـ 795، نهایة الأفکار 4: الجزء الثانی 208 ـ 209 .
  • ))تقدّم فی الجزء الثالث : 357 وما بعدها .