المقصد السادس فی المطلق والمقیّد

المراد من «المطلق»

المراد من «المطلق»

‏ ‏

‏إذا تبیّنت هذه الجهات ، تصل النوبة إلیٰ توضیح تعریف المطلق الذی هو‏‎ ‎‏المقصود فی هذا المقصد من علم الاُصول، بعدما تبیّن أنّ تعریفه «بما دلّ علیٰ معنی‏‎ ‎‏شائع فی جنسه» کما عن التفتازانیّ‏‎[1]‎‏، فی غایة الفساد؛ فإنّ أخذ الدلالة یشعر‏‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 414
‏بالوضع، وقد مرّ فساده‏‎[2]‎‏، وأخذ معنی الشیوع یشعر بالسریان الواقعیّ، وقد مرّ‏‎ ‎‏فساده‏‎[3]‎‏، أو السریان الاعتباریّ والوهمیّ، وقد عرفت: أنّ ذلک لایتمّ فی المعانی‏‎ ‎‏الحرفیّة والأعلام الشخصیّة‏‎[4]‎‏. ولا حاجة إلیٰ تفسیر الجنس بما یشمل ذلک، کما‏‎ ‎‏فی «مقالات» العلاّمة الأراکیّ ‏‏قدس سره‏‎[5]‎‏.‏

‏هذا مع أنّ مقابل المطلق هو المهمل لا المقیّد؛ لأنّه معنی واضح مرکّب. مع‏‎ ‎‏أنّ المقیّد أیضاً مطلق من جهة اُخریٰ، فما فی کلامهم: «من أنّ المقیّد خلافه،‏‎ ‎‏واضح المنع؛ لأنّ المطلق والمقیّد هنا کما مرّ من الأوصاف الإضافیّة، لا الواقعیّة‏‎[6]‎‏،‏‎ ‎‏وهکذا المطلق والمهمل، إلاّ أنّ النظر إلیٰ تعریف المطلق المجامع مع القید المرکّب‏‎ ‎‏والموضوع ذی أجزاء کثیرة، فلاتخلط، وتدبّر تعرف.‏

‏هذا مع أنّه یشمل العمومات أیضاً؛ لدلالتها علیٰ المعنی الشائع فی جنسه،‏‎ ‎‏بل هی أولیٰ به.‏

فبالجملة :‏ معنی المطلق یظهر من ملاحظة معنی الإهمال، ومعنیٰ أنّ للکلام‏‎ ‎‏إطلاقاً یظهر من مقایسة أنّه ذو إهمال.‏

‏فعلیٰ هذا صحّ أن یقال: إنّ المطلق ما یدلّ عقلاً علیٰ مرادیّة مدلول اللفظ‏‎ ‎‏وضعاً، أو ما یشبه الوضع، فإذا کان لقوله: «أکرم العالم» إطلاق فی ناحیة الهیئة‏‎ ‎‏والمادّة والمتعلّق، فیکون مفاد المادّة والمتعلّق وضعاً مراداً، ومفاد الهیئة أیضاً مراداً‏‎ ‎‏لا بالوضع، إلاّ أنّه یشبه الوضع کما لایخفیٰ.‏


کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 415
‏فما فی تقریر سیّدنا الاُستاذ البروجردیّ: من جعل المطلق ما هو الطبیعة فیه‏‎ ‎‏تمام الموضوع للحکم‏‎[7]‎‏، فی غیر محلّه؛ لأنّ من المطلق نفس الحکم فلیتدبّر.‏

‏وتوهّم انتقاضه بالعموم‏‎[8]‎‏ ممنوع؛ لدلالته علیه بالوضع. نعم علی القول: بأنّ‏‎ ‎‏فی دلالته علی الاستیعاب یحتاج إلی المقدّمات العقلیّة، فهو من هذه الجهة داخل‏‎ ‎‏فی المطلق، فلابدّ وأن یشمله التعریف.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 416

  • ))لاحظ مفاتیح الاُصول : 193 / السطر 30 .
  • ))تقدّم فی الصفحة 411 ـ 414 .
  • ))تقدّم فی الصفحة 403 .
  • ))تقدّم فی الصفحة 399 ـ 400 .
  • ))مقالات الاُصول 1 : 491 .
  • ))تقدّم فی الصفحة 404 .
  • ))نهایة الاُصول : 370 ـ 371 و 376 .
  • ))نهایة الاُصول : 382 .