المقصد السادس فی المطلق والمقیّد

المبحث الأوّل حول مقدّمات الحکمة

المبحث الأوّل حول مقدّمات الحکمة

‏ ‏

‏وهذا المبحث یتکفّل النزاع الأوّل؛ وأنّ المقدّمات اللاّزمة ماذا؟‏

‏وقد اختلفوا؛ فمن قائل: «إنّها تبلغ إلیٰ أربع»‏‎[1]‎‏ وقیل: «إلیٰ ثلاث» کما یظهر‏‎ ‎‏من «الکفایة»‏‎[2]‎‏ وقیل: «هی اثنتان»‏‎[3]‎‏ ویظهر من بعضهم أنّها واحدة‏‎[4]‎‏. ولابدّ من‏‎ ‎‏الفحص عن ذلک کلّه؛ لما یترتّب علیه من الأثر الکبیر فی الفقه.‏

‏وأمّا ما یظهر من العلاّمة المحشّی الإیروانیّ ‏‏قدس سره‏‏ من إنکار الحاجة إلی‏‎ ‎‏المقدّمات کلّها‏‎[5]‎‏، فهو فی غیر محلّه؛ لما عرفت سابقاً وأشرنا إلیٰ وجه الإنکار مع‏‎ ‎‏جوابه، وذکرنا أنّ من القوانین ما لا یکون المتکلّم فیها فی مقام البیان إلاّ من جهة‏‎ ‎‏دون جهة، وأنّ المقامات والمواقف توجب الاختلاف فی جواز التمسّک وعدمه.‏


کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 423
مثلاً :‏ لایجوز التمسّک بقوله تعالیٰ: ‏‏«‏اُحِلَّتْ لَکُمْ بَهِیمَةُ الْأنْعَامِ‏»‏‎[6]‎‏ لرفع‏‎ ‎‏الشکّ فی حلّیة الذبیحة، أو الموطوءة، أو بهیمة الغیر‏‎[7]‎‏، ولایجوز التمسّک بقوله‏‎ ‎‏تعالیٰ: ‏‏«‏فَکُلُوا مِمَّا أَمْسَکْنَ‏»‏‎[8]‎‏ لرفع الشکّ فی حلّیته لأجل نجاسة الصید بملاقاة‏‎ ‎‏الکلب، وما ذلک إلاّ لأجل أنّ المولیٰ لیس فی مقام بیان الحکم إلاّ من ناحیة‏‎ ‎‏معلومة، لا مطلق النواحی، فلاتخلط.‏

وبالجملة تحصّل :‏ أنّ اتصاف الکلام بالإطلاق المزبور یحتاج إلی الجهات‏‎ ‎‏الخارجیّة، ولایکون الإطلاق المتمسّک به فی الجمل التصدیقیّة من الخارج‏‎ ‎‏المحمول والذاتیّ، فإذا کان لطریانه علی الکلام علّة خارجیّة قطعیّة، فقد اختلفوا فی‏‎ ‎‏تلک العلّة، هل هی أمر واحد، أم مرکّب من اُمور ثلاثة، أم أربعة؟‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 424

  • ))نهایة الأفکار 2 : 567 و 575 .
  • ))کفایة الاُصول : 287 .
  • ))مطارح الأنظار : 218 / السطر 18 ، فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 2 : 576 .
  • ))نهایة الاُصول : 383 ـ 384، مناهج الوصول 2 : 325 .
  • ))نهایة النهایة 1 : 312 .
  • ))المائدة (5) : 1 .
  • ))تقدّم فی الصفحة 413 .
  • ))المائدة (5) : 4 .