المقصد السادس فی المطلق والمقیّد

المقدّمة الاُولیٰ

المقدّمة الاُولیٰ :

‏ ‏

فمنها :‏ أی من المقدّمات التی ربّما تذکر فی المقام؛ هی أن یکون‏‎ ‎‏الموضوع ممّا یمکن فیه الإطلاق والتقیید، وقابلاً لهما، کالانقسامات السابقة علیٰ‏‎ ‎‏لحوق الحکم ووروده، وأمّا الانقسامات اللاحقة ـ کقصد القربة، واعتبار العلم‏‎ ‎‏والجهل بالحکم ـ فهی ممّا لایمکن فیها الإطلاق والتقیید، فلا مجال فیها‏‎ ‎‏للتمسّک بالإطلاق‏‎[1]‎‏.‏

أقول :‏ قد فرغنا عن ذلک فیما سبق، وتحرّر منّا أنّ منشأ هذا التوهّم توهّم: أنّ‏‎ ‎‏بین الإطلاق والتقیید تقابل العدم والملکة، وعلمت أنّ علیٰ فرض تمامیّة التقابل‏

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 424
‏المزبور لایتمّ الوجه المذکور؛ فإنّ امتناع التقیید لایستلزم امتناع الإطلاق ثبوتاً؛‏‎ ‎‏وبحسب نفس الواقع، وأمّا بحسب مقام الاحتجاج فلو أمکن إفادة القید بالبیان‏‎ ‎‏المنفصل وبنحو آخر من الکلام، فیتمّ الإطلاق إثباتاً.‏

‏نعم، لو فرضنا امتناع إفادة القید فی جمیع الأحیان والأزمان، وبأیّة کیفیّة من‏‎ ‎‏البیان، لایتمّ الإطلاق، ولکنّه مجرّد فرض‏‎[2]‎‏.‏

‏وأمّا المناقشة فی هذه المقدّمة: بأنّها من شرائط مصبّ الإطلاق، أو هی‏‎ ‎‏مقوّمة لموضوع الإطلاق والتقیید، کما فی تقریرات العلاّمة النائینیّ‏‎[3]‎‏، فهی غریبة؛‏‎ ‎‏ضرورة أنّ ذات الطبیعة لیست معروض الإطلاق والتقیید، بل الإطلاق والتقیید من‏‎ ‎‏ملاحظة الحکم المتعلّق بها، فلاتخلط.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 425

  • ))لاحظ فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 2 : 573 .
  • ))تقدّم فی الجزء الأوّل : 148 ـ 152 .
  • ))فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 2 : 573 .