المقصد السادس فی المطلق والمقیّد

تنبیه : فی أنّ ذکر القید المنفصل لا یضرّ بالإطلاق

تنبیه : فی أنّ ذکر القید المنفصل لا یضرّ بالإطلاق

‏ ‏

‏یظهر من العلاّمة النائینیّ ‏‏قدس سره‏‏ فی توضیح المقدّمة الثالثة؛ أنّه لابدّ وأن لایذکر‏‎ ‎‏القید من المتّصل والمنفصل‏‎[1]‎‏، انتهیٰ.‏


کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 427
‏وهذا واضح الفساد؛ فإنّ عدم ذکر المنفصل لو کان شرطاً، یلزم عدم انعقاد‏‎ ‎‏الإطلاق، فإنّه لایمکن إحراز عدم ذکر القید المنفصل إلاّ بمضیّ الأزمنة.‏

‏ولو حمل کلامه علیٰ ما ینسب أحیاناً إلی الشیخ ‏‏قدس سره‏‏: من عدم ذکر القید فی‏‎ ‎‏عصر التشریع، فلایجوز التمسّک بمطلقات عصر النبوّة؛ للزوم انتظار عصر القید‏‎ ‎‏وصدور القرینة، ولا دلیل علیٰ عدم ذکر القید عقلاً، ولا شرعاً، بل قضیّة أنّ «ما‏‎ ‎‏من عامّ إلاّ وقد خصّ» صدور القیود المتأخّرة جزماً، ومع ذلک کانوا یتمسّکون‏‎ ‎‏بإطلاق کلمات السلف، من غیر أن تتضرّر المطلقات بعد ورود المقیّدات، کما‏‎ ‎‏أشرنا إلیه سابقاً‏‎[2]‎‏.‏

فیعلم من هنا :‏ أنّ من شرائط الإطلاق؛ کون المولیٰ فی مقام إفادة أنّ ماهو‏‎ ‎‏المأخوذ موضوعاً للحکم، هو تمام الموضوع، وهذا ممّا لایمکن نیله إلاّ بعدم ذکر‏‎ ‎‏قید حین ضرب القانون وجعل الحکم، فإذا استقرّ الظهور العقلیّ، وتمّ الکشف‏‎ ‎‏العقلائیّ، وصار الکلام تامّاً، یکون له الإطلاق الذی هو المرجع عند الشکّ،‏‎ ‎‏ولاینسلب وصف الإطلاق عنه إلاّ بالنسبة إلیٰ مقدار القرینة المنفصلة القائمة علیٰ‏‎ ‎‏خلاف الإرادة الجدّیة.‏

‏ومن هنا یتبیّن فساد المقالة المنسوبة إلی الشیخ ‏‏قدس سره‏‏ ویظهر أنّ وصف‏‎ ‎‏الإطلاق لایزول بطروّ القید، خلافاً لما یظهر من السیّد الاُستاذ البروجردیّ ‏‏قدس سره‏‏ حیث‏‎ ‎‏إنّه ظنّ الفرق بین مقالة سلطان العلماء‏‎[3]‎‏ ومقالته: بأنّ الطبیعة بعد التقیید تبقیٰ علیٰ‏‎ ‎‏وصف الإطلاق علیٰ مسلکه، ولاتبقیٰ علیٰ مسلکنا‏‎[4]‎‏، وهذا واضح المنع، والأمر‏‎ ‎‏سهل، فتأمّل.‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 428

  • ))فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 2 : 574 .
  • ))تقدّم فی الصفحة 285 ـ 286 .
  • ))حاشیة معالم الدین، سلطان العلماء: 155، مطارح الأنظار: 217 / السطر 1 ـ 4 .
  • ))نهایة الاُصول : 380 .