إیقاظ : حول اشتراط الإطلاق باعتبار رفض القیود وما فیه
یظهر من القائلین بالرفض؛ هو أنّ من شرائط الإطلاق اعتبار رفض القید والخصوصیّات، وهذا غیر صحیح، بل کون المتکلّم فی مقام جعل شیء موضوعاً مع عدم ذکر القید، تمام العلّة لاستفادة إلاطلاق من غیر لزوم لحاظ رفض القید، أو لحاظ عدم ذکر القید؛ حتّیٰ تکون القضیّة موجبة معدولة، بل عدم ذکر القید بنحو السالبة المحصّلة، کافٍ لاتصاف الکلام بالإطلاق.
إن قلت : الإطلاق بمعنیٰ رفض القیود وجمعها یتبع اختیار المتکلّم، فإن اختار أن یجعل شیئاً تمام الموضوع فهو یفسّر برفض القیود، وإن اختار إسراء الحکم إلیٰ تمام الخصوصیّات والأفراد یسمّیٰ بـ «جمع القیود» وبذلک أیضاً ترتفع الغائلة؛ ضرورة أنّ صفة الإطلاق تطرأ من عمل المقنّن المختار العاقل الملتفت فی تقنینه وأمره ونهیه علیٰ کلامه.
قلت : نعم، إلاّ أنّک قد عرفت فساد الإطلاق بمعنیٰ جمع القیود ثبوتاً، نعم لو أمکن ذلک ثبوتاً کان لهذا الکلام مجال واسع جدّاً، ویتبیّن به فساد التشاحّ والتضادّ المشاهد بینهم قطعاً.
کتابتحریرات فی الاصول (ج. 5)صفحه 449