المقصد التاسع فی البراءة

الأمر الثانی : فی أنّه لا مناسبة لذکر الحکومة وأنحائها هنا

الأمر الثانی : فی أنّه لا مناسبة لذکر الحکومة وأنحائها هنا

‏ ‏

‏سیمرّ علیک تحقیق حقیقة الحکومة وأقسامها فی بحوث التعادل‏‎ ‎‏والترجیح‏‎[1]‎‏، والبحث عن هذه المسألة هنا، أیضاً من الخلط بین ما هو شأن الباحث‏‎ ‎‏الاُصولیّ، وبین ما هو وظیفة المکلّفین، فإنّ وظیفة المکلّف عدم الرجوع إلی‏‎ ‎‏الاُصول مع وجود الأمارة علیٰ خلافها، وأمّا الباحث الاُصولیّ فلا یلزم أن یلاحظ‏‎ ‎‏تقدّم الأمارات علی الاُصول فی مبحث تنقیح مفاد الاُصول ومجاریها؛ لأنّ البحث‏‎ ‎‏مجرّد فرض، ویکون نظره إلیٰ تنقیح مفاد أدلّة الاُصول ومصبّها وموضوعها، سواء‏‎ ‎‏کان هو متعبّداً معتقداً بأساس المذهب، أم لم یکن، وسواء کان شاکّاً، أو غیر شاک.‏


کتابتحریرات فی الاصول (ج. 7)صفحه 6
وعلیٰ کلّ تقدیر:‏ لا شبهة فی أصل تقدّم الأمارات علی الاُصول بالضرورة،‏‎ ‎‏وإنّما الخلاف فی أنّ التقدیم بالحکومة مطلقاً‏‎[2]‎‏، أو الورود مطلقاً‏‎[3]‎‏، أو هناک‏‎ ‎‏تفصیل‏‎[4]‎‏؛ فمن الأمارات ما یکون حاکماً، کقاعدة الید؛ لقوله ‏‏علیه السلام‏‏: ‏«من استولیٰ‎ ‎علیٰ شیء منه فهو له»‎[5]‎‏ ومن الأمارات ما یکون وارداً، کالخبر الثقة، فإنّه حجّة،‏‎ ‎‏ولا موضوع واقعاً لأدلّة الاُصول فی مصبّ قامت فیه الحجّة الشرعیّة.‏

‏ویحتمل أن تکون أدلّة الأمارات مخصِّصة ومقیِّدة، کما یحتمل أن تکون أدلّة‏‎ ‎‏الأدلّة، منصرفة عن موارد الأمارات والحجج العقلائیّة.‏

‏وحیث إنّ المسألة تحتاج إلی التدبّر فی کلّ أمارة برأسها؛ لقیام ذلک علی‏‎ ‎‏النظر فی الأدلّة الخاصّة، فالإحالة إلیٰ محالّها أولیٰ وأحوط، وإن کان الأمر سهلاً.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 7)صفحه 7

  • )) ممّا یؤسف له عدم وصول الکتاب إلی هذه المباحث.
  • )) فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 3: 326 ـ 327، و4: 591 ـ 601.
  • )) کفایة الاُصول : 488 ـ 489.
  • )) فرائد الاُصول 2 : 750 ـ 752.
  • )) تهذیب الأحکام 9: 302 / 1079، وسائل الشیعة 26: 216، کتاب الفرائض والمواریث، أبواب مواریث الأزواج، الباب 8 ، الحدیث 3.