المسألة الثالثة فی الأقلّ والأکثر

بقی شیء : فی بیان المثال لهذه الشبهة

بقی شیء : فی بیان المثال لهذه الشبهة

‏ ‏

‏إنّ من أمثلة الأقلّ والأکثر من الشبهة التحریمیّة؛ هو تردّد حرمة حلق اللحیة‏‎ ‎‏بین کونها متعلّقة بالمجموع، أو بکلّ جزء منها. وفی الحقیقة هذا هو المثال لها؛‏‎ ‎‏لکونه من المرکّب ذی الأجزاء، کالمرکّبات الاُخر، ویکون مصبّ الأقلّ والأکثر‏‎ ‎‏متعلّق المتعلّق.‏


کتابتحریرات فی الاصول (ج. 8)صفحه 7
‏ومقتضی القول بالبراءة فی الشبهة الوجوبیّة ـ من ناحیة تمامیّة البیان بالنسبة‏‎ ‎‏إلی الأقلّ؛ لکونه إمّا واجباً نفسیّاً، أو ضمنیّاً، فیکون الأکثر مجری البراءة ـ هو‏‎ ‎‏الاشتغال فی المثال؛ ضرورة أنّ حلق بعض اللحیة إمّا محرّم فی نفسه، أو محرّم‏‎ ‎‏بتحریم ضمنیّ، فهو القدر المتیقّن، وتجری البراءة بالنسبة إلی الزائد، وعندئذٍ یلزم‏‎ ‎‏کون الأقلّ فی الشبهة التحریمیّة محرّماً، وهو نفس طبیعیّ الحلق، فی قبال الأکثر‏‎ ‎‏وهو حلق مجموع اللحیة، خلافاً لما هو المعروف: من أنّ الأکثر فی الشبهة‏‎ ‎‏التحریمیّة قطعیّ، والأقلّ مجری البراءة، عکس الشبهة الوجوبیّة.‏

‏وحیث إنّ الوجوب الضمنیّ من الأکاذیب والممتنعات وإن کان یقول به‏‎ ‎‏الاُستاذ العلاّمة البروجردیّ ‏‏قدس سره‏‎[1]‎‏ فالحرمة الضمنیّة مثله، وتصیر النتیجة فی صورة‏‎ ‎‏دوران الأمر بین العموم الاستغراقیّ والمجموعیّ: هی البراءة فی الشبهة التحریمیّة،‏‎ ‎‏وقد مرّ حکم الشبهة الوجوبیّة من هذه المسألة فی موضع من الکتاب‏‎[2]‎‏، فلیراجع.‏

‏وأمّا وجه البراءة فهو واضح؛ ضرورة أنّ المجموع هو الأبعاض فی لحاظ‏‎ ‎‏الاجتماع، فلو تردّد الأمر بین الأمرین المذکورین، یکون المصداق المقطوع به هو‏‎ ‎‏حلق المجموع، بخلاف حلق البعض، ولا حجّة تامّة علیه کما تریٰ.‏

وغیر خفیّ:‏ أنّ ما یأتی فی الشبهة الوجوبیّة من تقریب البراءة من ناحیة‏‎ ‎‏وجوب المقدّمة، یأتی هنا من ناحیة حرمة المقدّمة، وما یتوجّه إلیه هناک یتوجّه إلیه‏‎ ‎‏هنا، فلیتدبّر.‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 8)صفحه 8

  • )) نهایة الاُصول : 587 ـ 589 .
  • )) تقدّم فی الجزء السابع: 208 ـ 210.