المسألة الثالثة فی الأقلّ والأکثر

اختیار الاشتغال عند الشکّ فی المحصل

اختیار الاشتغال عند الشکّ فی المحصل

‏ ‏

‏إذا تبیّنت هذه الاُمور، واتضح موقف البحث ومحطّ الکلام، فالاشتغال‏‎ ‎‏واضح؛ ضرورة أنّ العلم بالثبوت یستدعی العلم بالسقوط، والمفروض فی باب‏‎ ‎‏الأسباب والمحصّلات ـ علی الإطلاق ـ ذلک.‏

‏واحتمال تدخّل الشرع فی السبب بالاکتفاء برمی سهم واحد فی باب القتل‏‎ ‎‏الواجب؛ وأنّه إذا لم یتعقّبه القتل فقد انصرف عن مطلوبه، کما فی باب تنفیذ الطرق‏‎ ‎‏والأمارات، فإنّه قد اعتبر حجّیة الطرق من غیر تقیّد الواقع بها، وبوصولها وإصابتها،‏‎ ‎‏وإذا أخطأت فلابدّ عقلاً من صرف النظر عن مطلوبه وانصرافه عن الواقع، ولو کان‏‎ ‎‏صحیحاً فرضاً فی محلّه علیٰ ما عرفت تحقیقه‏‎[1]‎‏، إلاّ أنّه لا یصحّ هنا؛ لأنّ‏‎ ‎‏المفروض وصول وجوب قتل سابّ النبیّ ‏‏صلی الله علیه و آله وسلم‏‏ والاحتمال المذکور لا یوجب‏‎ ‎‏قبح العقاب بلا بیان، ولا امتناع العقاب وأن یکون جزافاً، سواء کان السبب ما ذکر،‏‎ ‎‏أو غیره من أقسام الأسباب العقلیّة، فالبراءة العقلیّة والعقلائیّة غیر جاریة بالضرورة.‏

‏وتوهّم تمامیّة الحجّة علی المسبّب فی السعة والضیق، تابعة لتمامیّة الحجّة‏‎ ‎‏علی السبب، ناشئ من توهّم تقیّد المسبّب بالسبب، وبعد ما عرفت من أنّ المسبّب‏‎ ‎‏واجب، وله الإطلاق مادّة وهیئة، وأنّه لیس فی البین إلاّ دخالة السبب فی صدور‏

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 8)صفحه 66
‏المسبّب عنه صدوراً واقعیّاً، أو تسامحیّاً، أو اعتباریّاً، والکلّ مشترک فی الحکم‏‎ ‎‏والأثر، لا یبقیٰ وجه للتخیّل المذکور کما عن بعض أهل الفضل‏‎[2]‎‏.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 8)صفحه 67

  • )) تقدّم فی الجزء الثانی: 308 ـ 310، وفی الجزء السادس: 245 و 247.
  • )) مصباح الاُصول 2 : 437 ـ 438.