المبحث الأوّل : حول مقتضی الاُصول العملیّة فی صورة نسیان جزء المرکّب ولم یکن لدلیله الإطلاق

‏‏المبحث الأوّل :‏‏ حول مقتضی الاُصول العملیّة فی صورة نسیان جزء المرکّب ولم یکن لدلیله الإطلاق‏

‏‏ ‏

‏‏فإنّه فی محطّ النزاع ـ وهو نسیان الجزء غیر المقوّم للاسم ولحقیقة المرکّب‏‎ ‎‏عرفاً أو تعبّداً ـ تجری البراءة عن جزئیّة الجزء المنسیّ؛ لإمکان اختصاص الجزئیّة‏‎ ‎‏بصورة الذکر. إلاّ أنّ فی موارد المرکّبات الشرعیّة التکلیفیّة لا یأتی إشکال المثبتیّة؛‏‎ ‎‏لأنّ المنظور عدم جواز المؤاخذة علیٰ ترک المرکّب والباقی بترک الجزء المنسیّ‏‎ ‎‏المرفوعة جزئیّته، وأمّا فی الأسباب والمسبّبات ففیه إشکال المثبتیّة؛ للحاجة إلیٰ‏‎ ‎‏إثبات سببیّة الباقی، أو موضوعیّته لحکم العقلاء.‏

‏‏اللهمّ إلاّ أن یقال: إنّ المفروض صدق السببیّة، وتمامیّة الموضوعیّة عرفاً، فلا‏‎ ‎‏حاجة إلاّ إلیٰ نفی جزئیّة الجزء المذکور، والمفروض أنّ الشکّ فی إمضاء الباقی‏‎ ‎‏للتسبّب، أو إمضاء الشرع موضوعیّة الباقی، مسبّب عن الشکّ فی الجزئیة المرفوعة‏‎ ‎‏شرعاً، فلا حاجة إلی الأکثر من ذلک کی یلزم إشکال المثبتیّة، وقد مرّ تفصیله فی‏‎ ‎‏الشکّ فی التکلیف الغیریّ وحول مورد الجهل بالجزئیّة‏‎[1]‎‏.‏

‏‏بقی ما هو المهمّ فی المقام: وهی صورة إطلاق دلیل الجزء، وطروّ النسیان،‏
‏‎

‏‏وهذا الاستصحاب هو المتمسّک به فی الأقلّ والأکثر، ومضیٰ تفصیله‏‎[2]‎‏، وقد‏‎ ‎‏یتمسّک به الأصحاب فی مورد العجز والعذر بالنسبة إلی الجزء، کما یأتی تفصیله‏‎[3]‎‎ ‎‏إن شاء الله تعالیٰ.‏

‏‏والذی هو التحقیق:‏‏ أنّ البراءة الحاکمة علیٰ إطلاق دلیل الجزئیّة یوجب‏‎ ‎‏التقیید، کما تحرّر فی مورد الجهل بالجزئیّة‏‎[4]‎‏، من غیر لزوم إشکال فی البین،‏‎ ‎‏وعندئذٍ لا محطّ للاستصحاب واقعاً.‏

‏‏وأمّا إذا قلنا: بأنّها حکم ظاهریّ، والجزئیّة باقیة علیٰ حالها الواقعیّة،‏‎ ‎‏فالاستصحاب المسبّبی ینجّز التکلیف إذا فرضنا جریانه، کما هو الحقّ وتأتی‏‎ ‎‏محتملاته‏‎[5]‎‏، ونتیجة تنجیزه انتفاء موضوع البراءة.‏

‏‏أو یقال:‏‏ إنّه لا تعارض بین البراءة عن الجزئیّة الظاهریّة، وبین تنجّز التکلیف‏‎ ‎‏الواقعیّ المقتضی عقلاً للزوم الإعادة، واللغویّة اللازمة من ذلک غیر لازم الفرار منها؛‏‎ ‎‏لأنّها حاصلة من إطلاق حدیث الرفع‏‎[6]‎‏.‏

‏
‏‎

‏‏وما هو العمدة بعد الإذعان بجریان الاستصحاب عند التذکّر إلیٰ نسیان‏‎ ‎‏الجزء، تقدّمه علی البراءة حسبما أبدعناه فی مفاد: ‏‏«لا تنقض الیقین ...»‏‎[7]‎‏ الآتی إن‏‎ ‎‏شاء الله تعالیٰ.‏

‏‏ ‏

‏‎ ‎

‏‎

• )) لاحظ ما تقدّم فی الصفحة 104.
• )) تقدّم فی الصفحة 30 وما بعدها.
• )) یأتی فی الصفحة 164 وما بعدها.
• )) تقدّم فی الجزء السابع : 72 ـ 76، 104 ـ 105.
• )) یأتی فی الصفحة 161 ـ 165 .
• )) الخصال: 417 / 9، التوحید: 353 / 24، وسائل الشیعة 15: 369، کتاب الجهاد، أبواب جهاد النفس، الباب 56، الحدیث 1.
• )) وسائل الشیعة 1: 245، کتاب الطهارة، أبواب نواقض الوضوء، الباب 1، الحدیث 1.