عدم اعتبار قصد الوجه بناء علی الاحتیاط فی الأقل والأکثر
ثمّ إنّه فی الاحتیاط فی الأقلّ والأکثر، مع فرض التمکّن من حلّ العلم الإجمالیّ فی تعبیر، أو مع فرض رفع الجهالة فی التعبیر الأصحّ، لا معنیٰ لقصد الوجه؛ لعدم وجود الأمر علی الإطلاق بالنسبة إلی الأجزاء. وبالنسبة إلی التمییز یمکن دعویٰ عدم تشخّص حدّ المأمور به عند الجهالة.
مع أنّ الحقّ: أنّ ما هو المأمور به حقیقة هی الصلاة الفانیة فیها الأجزاء، والصلاة بعنوانها مشخّصة، وبالنسبة إلی اللعب لو تحقّق یشکل الاجتزاء؛ لما عرفت من أنّ الرقص الیسیر لا یلائم عبودیّة الصلاة، ومقرّبیةَ المأمور به المعتبر فیه قصد القربة. ولکنّه غیر متحقّق صغرویّاً.
وبالجملة: الإجماعات المحکیّة عن السیّدین وأرباب الکلام، بل وعن الحلّی حتّیٰ فی صورة عدم التمکّن من حلّ العلم الإجمالیّ فی باب اشتباه الثوب النجس والطاهر، لا ترجع إلیٰ محصّل. ولعلّ نظر الحلّی رحمه الله إلیٰ حرمة الصلاة فی النجس، کحرمتها الذاتیّة بلا وضوء، کما قد یستظهر من بعض الأخبار، فعندئذٍ یصلّی عاریاً، وهذا خروج عن محطّ البحث.
ولو شکّ فی اعتبار قصد الوجه، ولم یتمّ البیان السابق لنفیه حتّیٰ بعد تلک الإجماعات الباطلة، فالمرجع إطلاق دلیل المرکّب.
نعم، عند انتفائه لابدّ من حلّ العلم الإجمالیّ بالاجتهاد أو التقلید، أو حلّه الحقیقیّ فی موارد إمکانه؛ نظراً إلیٰ ما مرّ فی الأقلّ والأکثر فتدبّر.
کتابتحریرات فی الاصول (ج. 8)صفحه 207