ختام فی شرائط الاحتیاط والبراءات الثلاث العقلیّة، والعقلائیّة، والشرعیّة

توجیه الفقهاء العظام إلی أمر هام فی اتخاذهم الحجج

توجیه الفقهاء العظام إلی أمر هام فی اتخاذهم الحجج

‏ ‏

‏اتخاذ الحجّة العقلائیّة بعد الفحص والرجوع للأدلّة بعد اضطرابها، وکثرة‏‎ ‎‏المعارضات، والحاجة إلی التدقیق والدراسة، لابدّ وأن یکون علیٰ وجه دیدن‏‎ ‎‏العقلاء، ودأب أرباب الحقوق، والعارفین بقوانین عرفیّة، وأصحاب النظر والفکرة‏‎ ‎‏فی المسائل الاجتماعیّة، وغیرهما من بحوث النفوس الراجعة إلی الطبابة والعلاج.‏

‏وقد تعارف فی هذه الأعصار اجتنابهم عن سلوک الطرق العلمیّة، واتخاذهم‏‎ ‎‏سبل العلوم العملیّة علیٰ سبیل الوحدة والانزواء، وعلیٰ وجه متعارف بین الفقهاء‏‎ ‎‏والعلماء؛ بحیث لا یعدّون مسلکهم صحیحاً وسالماً.‏

‏فعند ذلک، کما أنّهم یراجعون فی فهم المسائل العلمیّة العملیّة رفقاءهم‏‎ ‎‏والخبراء، وإلقاء نظریّاتهم فی المحاضرات، کی یتوجّهوا إلیٰ جهات الضعف فی‏‎ ‎‏مختاراتهم، ولا یکتفون بمطالعة الکتب القدیمة والآراء السابقة، ولا بعرض‏‎ ‎‏أفکارهم علی المحصّلین الضعفاء، بل ربّما یکتبون إلیٰ معاصریهم لفهم الحقّ، أو‏‎ ‎‏یلقون آراءهم علیٰ أهل الاطلاع والفهم، کذلک یلزم علینا التجنّب عن هذا الدأب‏‎ ‎‏والدیدن والرجوع إلی الأخبار والکتب فقط؛ بمراجعة أصحاب الفکر وأرباب الفنّ،‏‎ ‎‏حتّیٰ یتوجّه إلیٰ ما هو المرام للمولیٰ فی مسألة کذا، وذاک أیضاً مثله.‏

‏هذا مع کثرة الأخطاء فی الفتاویٰ، وکثرة العود عنها بتذکر صدیقه‏‎ ‎‏المتخصّص، فالتطرّق الوحید فی زاویة بیته العتیق ـ ولو بمراجعة کتب أهل الخبرة‏‎ ‎‏والاجتهاد ـ غیر کافٍ ظاهراً فی اتخاذ الحجّة، ولاسیّما بعد قصور الأدلّة الناهضة‏‎ ‎‏علیٰ حجّیة رأی أصحاب الفتیا ونظریّاتهم.‏

‏فعلیٰ هذا، عند الشکّ فی الحجّیة یحکم بعدمها حتّیٰ بالنسبة إلیٰ نفسه. فما‏

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 8)صفحه 236
‏تعارف فی هذه العصور والأمصار بین علماء العلوم القدیمة، خروج عن دیدن‏‎ ‎‏العقلاء ودأب الفضلاء فی العلوم الجدیدة، وفی فهم القانون الباطل، فنحن کأنّه‏‎ ‎‏باطلون من جهة التطرّق، وهم علیٰ باطل یجحدون، والله هو الموفّق المعین، وتمام‏‎ ‎‏الکلام فی مباحث التقلید والاجتهاد‏‎[1]‎‏.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 8)صفحه 237

  • )) مباحث الاجتهاد والتقلید الاستدلالیة للمؤلف قدس سره (مفقودة).