تذییل فی قاعدة نفی الضرر

تأیید ثانٍ

تأیید ثانٍ :

‏ ‏

‏قد أشرنا إلیٰ أنّ مقالة الشیخ الأنصاریّ وهی أنّ ‏«لا ضرر»‏ نفی‏‎[1]‎‏، إن‏‎ ‎


کتابتحریرات فی الاصول (ج. 8)صفحه 288
‏رجعت إلیٰ حذف المضاف فغیر صحیحة؛ لأنّ المنفیّ هو الحکم الضرّی، أو الحکم‏‎ ‎‏الضرریّ، أو حکم الضرریّ، وهذا لیس من حذف المضاف المعهود.‏

‏ومقالة العلاّمة الخراسانیّ ‏‏رحمه الله‏‎[2]‎‏ أسوأ الاحتمالات‏‎[3]‎‏؛ لأنّ نفی الحکم بنفی‏‎ ‎‏الموضوع أجنبیّ عمّا نحن فیه؛ للزوم نفی حکم عنوان الضرر، أو عنوان یطرأه‏‎ ‎‏الضرر، کما فی الأحکام المترتّبة علی الموضوعات التی تعدّ ضرریّةً، کإیجاب‏‎ ‎‏جبران الخسارة.‏

‏ودعوی انصراف القاعدة إلیٰ موارد خاصّة بلا بیّنة وبرهان. ولا داعی إلیٰ‏‎ ‎‏تفسیر القاعدة علی الوجه المذکور بعد وجود الاحتمالات الاُخر، مع إمکان حملها‏‎ ‎‏علی الإجمال؛ وقصور فهمنا.‏

‏ومن الغریب توهّم تعیّن مقالة الشیخ والخراسانیّ نظراً إلیٰ قلّة ثمرة سائر‏‎ ‎‏الاحتمالات، کما فی کلام العلاّمة النائینی ‏‏رحمه الله‏‏!! فإنّه أسوأ من الاستحسان‏‎ ‎‏والقیاس‏‎[4]‎‏، فلا تختلط.‏

‏وفی مثل ‏«لا ضرار»‏ لیس نفیاً حقیقیّاً، وإلاّ صوریّاً، أو لا یلزم جواز الضرار؛‏‎ ‎‏لأنّ حکم الضرر هو حرمة الإضرار. وقوله: ‏‏«‏فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِی‎ ‎الْحَجِّ‏»‏‎[5]‎‏ من النفی، من الاشتباه، فإنّه نهی عن الثلاثة فی الحجّ، ولیس من الحقیقة‏‎ ‎‏الادعائیّة.‏

‏فأحسن احتمال هو الاحتمال الثالث ـ المنسوب فی «الرسائل» إلیٰ أنّه أردأ‏‎ ‎


کتابتحریرات فی الاصول (ج. 8)صفحه 289
‏الوجوه‏‎[6]‎‏ـ : وهو أنّه سیق لجبران الضرر، ولولا ما أوردناه من المعضلة کان هو‏‎ ‎‏المتعیّن مع قطع النظر عن صدر الحدیث، وقد عرفت علیٰ کلّ تقدیر شناعة الوجوه‏‎ ‎‏الثلاثة‏‎[7]‎‏.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 8)صفحه 290

  • )) رسالة فی قاعدة لا ضرر ، ضمن المکاسب : 372 / السطر 25.
  • )) کفایة الاُصول : 432.
  • )) تقدّم فی الصفحة 276.
  • )) منیة الطالب 2: 201 / السطر 7 ـ 9.
  • )) البقرة (2): 197.
  • )) بدائع الدرر : 86 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 276 ـ 278.