المقصد الحادی عشر فی الاستصحاب

بقی شیء : حول الفرض الثانی من القسم الثالث

بقی شیء : حول الفرض الثانی من القسم الثالث

‏ ‏

‏وهو أنّ جریان الفرض الأوّل ممّا لا شبهة فیه فی الجملة، وأمّا الثالث فقد‏‎ ‎‏عرفت الکلام حوله‏‎[1]‎‏، ویجیء إن شاء الله تعالیٰ.‏

وأمّا الثانی:‏ فقد أنکره الأکثر‏‎[2]‎‏؛ وذلک للزوم بقاء الزوجیّة عند انقضاء أمد‏‎ ‎‏الزوجیّة المنقطعة الاُولیٰ، وهکذا ما شابهها من الوکالة والإجارة وغیر ذلک،‏‎ ‎‏کالحدث فی صورة احتمال جنابته حال نومه، أو مقارناً لحال الیقظة.‏

أقول:‏ أمّا الأخیر فقد عرفت: أنّ أعلامنا قد اشتبه علیهم الأمر فی هذا‏‎ ‎‏المثال‏‎[3]‎‏، وسائر الأمثلة أیضاً من هذا القبیل. هذا مع أنّهم قد التزموا فی القسم الثانی‏‎ ‎‏بأحکام الفردین؛ من لزوم الجمع بین الوضوء والغسل، ولو قلنا بجریانه من باب‏‎ ‎‏حجّیته علیٰ أحکام الفردین ـ حسبما تحرّر ـ لا منع من إنکاره حسب الإجماع، أو‏‎ ‎‏الأدلّة، أو القطع بخلافه، فإنّه لا یمنع عن جریانه الذاتیّ، فلا ینبغی الخلط بین‏‎ ‎‏حدیث الجریان وبین ترتّب أحکامه، فما فی کلام العلاّمة الأراکیّ‏‎[4]‎‏ وغیره‏‎[5]‎‏ خالٍ‏‎ ‎‏من التحصیل.‏

‏ولذلک التزم الشیخ بجریانه فی الفرض الأوّل‏‎[6]‎‏، والعلاّمة الشیرازیّ‏‎ ‎


کتابتحریرات فی الاصول (ج. 8)صفحه 483
‏وغیرهما بل والوالد المحقّق ـ مدّظلّه فی بعض الفروض المشار إلیها‏‎[7]‎‏. بل فی‏‎ ‎‏النجاسة الخبثیّة لو شکّ فی تنجّس الإناء بالدم أو بولوغ الکلب، لابدّ من الالتزام‏‎ ‎‏بالتعفیر، ولا معنیٰ لجریان العدم الأزلیّ فی مثل النجاسة، ولا سیّما علی القول‏‎ ‎‏بوحدة المسبّب واختلاف الأحکام، بل ولو قلنا: إنّها تقبل الاشتداد ـ کما تحرّر‏‎[8]‎‏ـ‏‎ ‎‏ولو کانت اعتباریّة.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 8)صفحه 484

  • )) تقدّم فی الصفحة 479.
  • )) فرائد الاُصول 2 : 640 ، کفایة الاُصول : 462 ، فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 4 : 428 ، نهایة الأفکار 4 ، القسم الأوّل : 134 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 476.
  • )) نهایة الأفکار 4 : 137 وما بعدها.
  • )) لاحظ بحر الفوائد 3 : 99 / السطر 32 ، درر الفوائد ، المحقّق الخراسانی : 340 ، فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 4 : 426 .
  • )) فرائد الاُصول 2 : 640 .
  • )) الاستصحاب، الإمام الخمینی قدس سره: 94 .
  • )) یأتی فی الصفحة 536 ـ 537.