المقصد الحادی عشر فی الاستصحاب

وإلیک خامس الاُمور : وهو حول موضوع المحلّل والمحرّم والطاهر والنجس

وإلیک خامس الاُمور : وهو حول موضوع المحلّل والمحرّم والطاهر والنجس

‏ ‏

‏إنّ الأصحاب اختلفوا فی أنّ موضوع المحرّم والحلال والطاهر والنجس‏‎ ‎‏واحد، أم مختلف، وهذا یثمر فی مجاری الاُصول، فربّما یقال: إنّ «المیتة» موضوع‏‎ ‎‏للحرام والنجس، وهی أعمّ من المائت حتف أنفه، ومن الفاقد لشرائط التذکیة، وهو‏‎ ‎‏المشهور‏‎[1]‎‏، وهو الظاهر من جملة من الروایات‏‎[2]‎‏؛ لأنّها إمّا میتة واقعاً فیها، أو‏‎ ‎‏ادعاءً.‏

وقیل:‏ «إنّ ما هو موضوع الحرام عنوان «غیر المذکّیٰ» وما هو موضوع‏‎ ‎‏النجس والحرام هو عنوان «المیتة»‏‎[3]‎‏ وانتهیٰ کلامهم فی مجاری الاُصول إلی‏‎ ‎‏الحرمة والطهارة فیما نحن فیه، ففصّلوا بین الأمرین.‏

‏وحیث إنّک عرفت ممّا تقدّم: أنّ العناوین المنفصلة لا تسری إلی المطلقات‏‎ ‎


کتابتحریرات فی الاصول (ج. 8)صفحه 491
‏والعمومات، لا أثر لهذا البحث فی المقام، ولا للبحث حول کون التذکیة بسیطة أو‏‎ ‎‏مرکّبة، کما سیظهر إن شاء الله تعالیٰ.‏

‏وربّما یظهر من بعضهم: أنّ عنوان «الحلال» فی الشریعة ما ینطبق علی الحیّ‏‎ ‎‏والمذکّیٰ‏‎[4]‎‏، فکما أنّ الشاة طاهرة سواء کانت حیّة أو مذکّاة، کذلک هی حلال علی‏‎ ‎‏الفرضین، نعم لو اُرید أکل بعض لحمها فلابدّ من تذکیتها.‏

‏وهذا أیضاً بالنسبة إلی الأصل الذی یجری عندنا بلا أثر، کما یظهر إن شاء‏‎ ‎‏الله تعالیٰ‏‎[5]‎‏.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 8)صفحه 492

  • )) فرائد الاُصول 2 : 642، مصباح الفقیه، الطهارة: 653 / السطر 16، فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 4 : 431، مستمسک العروة الوثقیٰ 1 : 322 .
  • )) لاحظ وسائل الشیعة 3: 490، کتاب الطهارة، أبواب النجاسات، الباب 5 ، الحدیث 2 و 4 .
  • )) التنقیح فی شرح العروة الوثقیٰ 1 : 533 ـ 534 .
  • )) الاستصحاب، الإمام الخمینی قدس سره: 109 .
  • )) یأتی فی الصفحة 497 ـ 498 .