المقصد الحادی عشر فی الاستصحاب

بقی شیء : حول تخصیص البحث بالاُمور المتصرّمة بما هی متصرّمة

بقی شیء : حول تخصیص البحث بالاُمور المتصرّمة بما هی متصرّمة

‏ ‏

‏یظهر من «رسائل» المحقّق الوالد ـ مدّظلّه ـ اختصاص البحث هنا بالاُمور‏‎ ‎‏التدریجیّة المتصرّمة بما هی هی؛ سواء کانت ظرفاً أو قیداً، وسواء کانت من الزمان‏‎ ‎‏أو الزمانیّات، وأنّ نفس التدرّج والتصرّم یمنع عن جریانه أم لا‏‎[1]‎‏.‏

‏وهذا کلام متین؛ إلاّ أنّه حیث تتوقّف الاستفادة من البحث علیٰ أنّه هل یمکن‏‎ ‎‏کون الزمان ظرفاً فی المسائل الشرعیّة، کی ینتفع من الاستصحاب المذکور من‏‎ ‎‏جهة عدم کونه مثبتاً؟ فلابدّ من النظر فیه إجمالاً، ولذلک أوقع نفسه الشریفة فی‏‎ ‎‏مسألة مثبتیّة الأصل الجاری فی الزمان؛ وأنّه علیٰ فرض کونه قیداً إمّا ثبوتاً أو‏‎ ‎‏استظهاراً، فهل یمکن حلّ المشکلة الأساسیّة؛ وهی مثبتیّة الأصل الجاری فی القید‏‎ ‎‏المتدرّج، سواء کان من قبیل الزمان أو الزمانیّ، أم لا؟‏

وبالجملة:‏ لا معنیٰ للشکّ فی بقاء الزمان إلاّ باعتبار کونه ظرفاً للواجب، أو‏‎ ‎‏قیداً، سواء کان الواجب موسّعاً، أو مضیّقاً، وقد تحرّر منا امتناع القضیة الحینیّة فی‏‎ ‎‏الاعتباریّات، کما اُشیر إلیه فی «الکفایة»‏‎[2]‎‏ ولزومُ دخالة الزمان، فیکون قیداً‏‎ ‎‏وملاکاً فی الواجب، اللهمّ إلاّ أنّ للشرع التعبّد بالظرفیّة؛ نظراً إلیٰ بعض الأغراض،‏‎ ‎‏ویکفی لذلک مثلاً عدم لزوم کون الأصل مثبتاً عند بعضهم لمصالح اُخریٰ عالیة، فلا‏‎ ‎‏تغفل. وقد ذکرنا ذلک فی الواجب المشروط والمعلّق، فلیراجع‏‎[3]‎‏.‏


کتابتحریرات فی الاصول (ج. 8)صفحه 516

فذلکة البحث

‏ ‏

‏إنّ الزمان عندنا لا أثر له فی الخارج، بل هو اعتبار من الحرکة وهی القطعیّة،‏‎ ‎‏ولا أساس للتوسّطیة، ووجود الزمان الاعتباریّ لساکنی الأرض متّحد مع الحرکة‏‎ ‎‏الموجودة فی العالم، وتلک الحرکة وذلک التوقیت والتقسیم التخیّلی ـ بحسب اللیل‏‎ ‎‏والنهار، أو الساعات ـ باقیة ببقاء الحرکة الموجودة العینیّة عقلاً، ولا أساس لما فی‏‎ ‎‏کلمات القوم‏‎[4]‎‏ لأجل ما فی کتب أهل المعقول‏‎[5]‎‏، ولا ینبغی الخلط بین کیفیّة‏‎ ‎‏وجود الأشیاء القارّة والمستمرّة المتصرّمة، وبین الأعدام المضافة إلیها، فالهویّة‏‎ ‎‏واحدة موجودة، وجریان الاستصحاب ذاتاً بلا إشکال إلاّ من ناحیة الشکّ فی‏‎ ‎‏المقتضی فی بعض الصور، وقد مرّ جریانه علی الإطلاق‏‎[6]‎‏.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 8)صفحه 517

  • )) الاستصحاب، الإمام الخمینی قدس سره : 112 وما بعدها .
  • )) کفایة الاُصول : 466 .
  • )) تقدّم فی الجزء الثالث : 66 ـ 69 و 126 .
  • )) کفایة الاُصول : 464 ، فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 4 : 435 ، نهایة الأفکار 4 ، القسم الأوّل : 146 ـ 147 .
  • )) الحکمة المتعالیة 3 : 22 و 32 ، شرح المنظومة ، قسم الحکمة : 257 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 415 ـ 422 .