المقصد الحادی عشر فی الاستصحاب

بقی شیء : فی استصحاب عدم الزمان

بقی شیء : فی استصحاب عدم الزمان

‏ ‏

‏کما یجری الاستصحاب الوجودیّ یجری العدمیّ، فیقال فی مثل الزمان: «لم‏

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 8)صفحه 519
‏ینقض اللیل، أو النهار، أو شهر رمضان، أو حول تعریف اللقطة، أو العدّة» أو غیر‏‎ ‎‏ذلک. ویشهد هذا علیٰ عدم اعتبار البقاء فی جریان الاستصحاب، کما لا یخفیٰ.‏

‏وما فی کلام العلاّمة الأراکیّ‏‎[1]‎‏ وغیره: من عدّ إجراء استصحاب عدم دخول‏‎ ‎‏الوقت من استصحاب الأمر التدریجیّ‏‎[2]‎‏، خالٍ من التحصیل.‏

‏بل لنا أن نقول: إنّ استصحاب بقاء النهار واللیل وشهر رمضان وغیر ذلک،‏‎ ‎‏لیس من الأمر التدریجیّ؛ لأنّ العنوان الموضوع فی القضیّة غیر تدریجیّ، وما هو‏‎ ‎‏التدریجیّ لیس محطّ الاستصحاب.‏

‏فإذا أردنا إجراءه فی الأمر التدریجیّ، فلابدّ من الإشارة إلیٰ ما هو المتدرّج‏‎ ‎‏الخارجیّ، فیقال: «هذه الساعة، أو هذا الجریان، أو هذه الحرکة» کی یکون مجری‏‎ ‎‏الاستصحاب نفس الخارج المتدرّج، فعندئذٍ لا معنیٰ لإجراء «اللیس» التامّ، ولا‏‎ ‎‏«الأیس» التامّ؛ لمفروضیّة وجوده بنفس الإشارة، فیبقیٰ استصحاب مفاد «کان»‏‎ ‎‏الناقصة أو «اللیس» الناقص بنحو العدم الأزلیّ مورد جریان الاستصحاب، أو هذا‏‎ ‎‏الماء أو الدم کانا جاریین وسیّالین، والآن مشکوکان وهکذا، فإنّه یمکن، فما فی‏‎ ‎‏کلمات القوم خالٍ من التحصیل کلّه. فثبت أنّ مصبّ استصحاب الأمر التدریجیّ‏‎ ‎‏مخصوص بمواضیع خاصّة، والله هو الموفّق.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 8)صفحه 520

  • )) نهایة الأفکار 4 ، القسم الأوّل : 155 .
  • )) فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 4 : 445 .