المقصد الحادی عشر فی الاستصحاب

الأمر السابع : فی أنّ الفعلی لا یصیر مشروطاً وبالعکس

الأمر السابع : فی أنّ الفعلی لا یصیر مشروطاً وبالعکس

‏ ‏

‏إنّ الواجبات غیر الموقّتة موقّتة تکویناً، والموقّتات الشرعیّة موقّتة تکویناً‏‎ ‎‏وتشریعاً، وإنّما الفرق فی قصد القربة وعدم جواز التقدیم علیٰ أوقاتها فی الثانیة،‏‎ ‎‏والواجبات المضیّقة موقّتة تکویناً وتشریعاً، ومضیّقة أیضاً تشریعاً.‏

‏وأمّا الموقّتات الموسّعة، فلا تصیر مضیّقة عند التأخیر إلاّ تکویناً وعقلاً، لا‏‎ ‎‏تشریعاً. ومن هذا القبیل الواجبات المشروطة، فإنّها ـ علیٰ ما تحرّر فی محله‏‎[1]‎‏ـ‏‎ ‎‏مشروطة ولو تحقّق شرطها، ولا تصیر فعلیّة ومقیّدة بعد تحقّق الشرط، ولا یعقل‏‎ ‎‏انقلاب الشرطیّة إلی الفعلیّة فی القضایا المنطقیّة والشرعیّة.‏


کتابتحریرات فی الاصول (ج. 8)صفحه 547
‏نعم، کما أنّ الفعلیّة بتحقّق موضوعها تصیر منجّزة، کذلک الشرطیّة بعد تحقّق‏‎ ‎‏شرطها تصیر منجّزة، فما قد یتوهّم من الانقلاب یرجع إلیٰ قصوره، وتفصیله یطلب‏‎ ‎‏من محلّه‏‎[2]‎‏.‏

وبالجملة:‏ الوجوب إمّا فعلیّ، أو مشروط، وکما أنّ الفعلیّ لا یصیر مشروطاً‏‎ ‎‏باعتبار موضوعه فی مقام ضرب القانون، کذلک المشروط لا یصیر فعلیّاً فی مرحلة‏‎ ‎‏الجعل والتشریع، وإنّما الاختلاف بینهما بحسب القید الذی اُخذ شرطاً أو اُخذ قیداً،‏‎ ‎‏فإن کانت الاستطاعة شرطاً لا یجب عقلاً تحصیلها، وإن اُخذت قیداً یجب‏‎ ‎‏تحصیلها؛ لتنجّز الحکم فی الثانی دون الأوّل، وإذا حصلت یصیر منجّزاً، ولا یصیر‏‎ ‎‏فعلیّاً؛ حسبما حرّرناه بتفصیل فی موارد من هذه الموسوعة، فاغتنم.‏

وتوهّم:‏ أنّ الحکم لو لم یصر بعد تحقّق الشرط فعلیّاً، لا یکون إلاّ إنشائیّاً،‏‎ ‎‏ولا امتثال للحکم الإنشائیّ، ولا تنجّز له، مندفع بما تحرّر فی المجلّد الأوّل: بأنّ‏‎ ‎‏الوجوبات الشرطیّة کلّها فعلیّة تعلیقیّة ثبوتاً، وإنّما معنی الشرطیّة، شرطیة آثارها‏‎ ‎‏الخاصّة حفظاً لظواهر الأدلّة‏‎[3]‎‏ فراجع.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 8)صفحه 548

  • )) تقدّم فی الجزء الثالث : 91 ـ 92 .
  • )) تقدّم فی الجزء الثالث : 91 ـ 94 .
  • )) تقدّم فی الجزء الثالث : 70 ـ 74 .