المقصد السابع فی القطع وأحکامه

نقل مختار الوالد المحقّق ـ‌مدّظلّه‌ ونقده

نقل مختار الوالد المحقّق ـ مدّظلّه ونقده

‏ ‏

‏اختار الوالد ـ مدّظلّه أنّ العلم المأخوذ فی الموضوع إن کان تمام الموضوع،‏‎ ‎‏فلا دور؛ لأنّ ماهو الموضوع حینئذٍ هو العلم؛ سواء صادف الواقع، أم خالف‏‎[1]‎‏.‏


کتابتحریرات فی الاصول (ج. 6)صفحه 119
وغیر خفیّ :‏ أنّه فی مفروض الکلام لایکون العلم المزبور إلاّ مطابقاً للواقع؛‏‎ ‎‏ضرورة أنّ وجوب القصر الثابت فی المحمول وفی التالی، حکم واقعیّ، وإذا کان‏‎ ‎‏الموضوع والمقدّم مقیّداً بالعلم بوجوب القصر، یکون علماً مطابقاً للواقع.‏

مثلاً :‏ إذا قال المولیٰ: «إن کنت عالماً بوجوب القصر، یجب علیک القصر»‏‎ ‎‏فوجوب القصر فی التالی حکم واقعیّ، وإذا کان هو عالماً فی ناحیة الموضوع‏‎ ‎‏بوجوب القصر، یکون علمه مطابقاً للواقع، ولایتصوّر خطأه.‏

إن قلت :‏ نعم، إلاّ أنّ الواقع لیس جزء الموضوع، بل الموضوع هو العلم حتّیٰ‏‎ ‎‏فی صورة الإصابة ولو کانت دائمیّة.‏

قلت :‏ قد مرّ فی أقسام القطع فی الصورة الثانیة: أنّه یمکن أن یکون الملحوظ‏‎ ‎‏فی الموضوع ذات العلم؛ من غیر کون الواقع وارداً فی محطّ الحکم، ومجرّد‏‎ ‎‏الملازمة الخارجیّة، لاتستدعی الدخالة فی موضوع الحکم.‏

‏ولکن فیما نحن فیه لایرتفع الدور حتّیٰ لو کان العلم تمام الموضوع؛ وذلک‏‎ ‎‏لأنّ ماهو الموضوع لیس «العلم» المطلق الأعمّ من کونه متعلّقاً بالقصر وغیره، بل‏‎ ‎‏الموضوع لوجوب القصر «العالم بوجوب القصر» فعلیه یکون التقیّد داخلاً ولو کان‏‎ ‎‏القید خارجاً، ولازم کون التقیّد داخلاً وجود القید وإن لم یکن داخلاً، ففی رتبة‏‎ ‎‏الموضوع لابدّ من وجود الحکم الواقعیّ؛ لأنّ قید الموضوع ـ وهو التقیّد ـ متوقّف‏‎ ‎‏علیٰ ذلک بالضرورة، فیلزم الدور أیضاً، فاغتنم.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 6)صفحه 120

  • )) نفس المصدر.