المقصد الثامن فی الظنّ

فذلکة البحث

فذلکة البحث

‏ ‏

‏إنّ التمسّک باستصحاب عدم الحجّیة، والتمسّکَ بقاعدة المساوقة، غیر راجع‏‎ ‎‏إلیٰ محصّل، فتبقی القاعدة المضروبة لحال الشکّ المنتجة لانتفاء آثار الحجّیة،‏‎ ‎‏کالتنجیز والتعذیر.‏

‏وأمّا انتفاء جواز الإسناد والاستناد، فهو بحث خارج عن المسألة الاُصولیّة،‏‎ ‎‏وعلیٰ ما قرّبناه لصیرورتها اُصولیّة، تکون نافعة؛ لما عرفت من تمامیّة الملازمة‏‎ ‎‏بین الانتفاء المزبور واللاحجّیة الواقعیّة؛ علیٰ مذهب القوم فی تفسیرها‏‎[1]‎‏، وأمّا‏‎ ‎‏علیٰ ما عرفت فلا.‏

وغیر خفیّ :‏ أنّه علیٰ کلّ تقدیر فی موارد الشکّ فی الحجّیة، لایجوز ترتیب‏‎ ‎‏آثار الحجّیة علیٰ مؤدّاها، ولاتـترتّب آثارها علیه بالضرورة، وإنّما الاختلاف فی‏‎ ‎‏المسألة علماً وصناعة.‏

‏نعم، لو قلنا بجریان استصحاب عدم الحجّیة، یجوز إسناد هذا العدم إلی‏‎ ‎‏الشرع، فتأمّل.‏

‏وأمّا إطالة البحث حول الآیة والسنّة والإجماع؛ لتحریم الإسناد والاستناد‏‎ ‎‏فی موارد الشکّ، فهی خارجة.‏

والتحقیق :‏ أنّ الآیة غیر واضح سبیلها، والسنّة واضحة فی حرمة التقوّل‏‎ ‎‏والإسناد والاستناد المنتهی إلی الإسناد عملاً، ولکنّها ربّما ترشد إلیٰ حکم العقل‏‎ ‎‏بممنوعیّته.‏

‏اللهمّ إلاّ أن یقال: إنّ الممنوعیّة العقلیّة ثابتة فی الجملة، ومقتضیٰ إطلاق تلک‏‎ ‎‏الأدلّة أعمّ. مع أنّ الممنوعیّة العقلیّة، لاتورث استحقاق العقوبة؛ لإمکان ترخیص‏‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 6)صفحه 290
‏الشرع علیٰ خلافه إلاّ فی بعض الموارد الخاصّة، وقد حرّرنا المسألة من هذه الجهة‏‎ ‎‏فی بحوث التجرّی‏‎[2]‎‏.‏

‏ثمّ إنّ هناک تقاریب اُخر للأصل، إلاّ أنّها لاترجع إلیٰ مهمّ فی البحث. وقد‏‎ ‎‏خرجنا عن طور الکلام فی المقام؛ لما فیه من الدقائق العلمیّة، مع بعض الفوائد‏‎ ‎‏الفقهیّة، والله العالم بالحقائق.‏

‏إذا تبیّنت هذه الجهات، حان وقت مباحث المسألة.‏


کتابتحریرات فی الاصول (ج. 6)صفحه 291

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 6)صفحه 292

  • )) تقدّم فی الصفحة 167 ـ 168 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 78 .