المقصد الثامن فی الظنّ

بقی شیء: وهو وجه للاختصاص بمن قصد إفهامه مع جوابه

بقی شیء: وهو وجه للاختصاص بمن قصد إفهامه مع جوابه

‏ ‏

یمکن أن یقال:‏ إنّ الکلام حجّة بالنسبة إلی المقصودین، وأمّا غیرهم فإن‏‎ ‎‏کانوا عالمین بالحکم والشرکة، فما هو الحجّة هو العلم بالمراد، وبعد العلم بالمراد لا‏‎ ‎‏معنیٰ لجریان أصالة الظهور والجدّ؛ إذ لا شکّ، کما لا یخفیٰ.‏

‏وإن کان المفروض اختصاصهم بذلک الحکم، فلا معنیٰ أیضاً لحجّیته بالنسبة‏‎ ‎‏إلیٰ غیر المقصودین بالضرورة، کما لا تکون آیة الحجّ حجّة بالنسبة إلی الفقراء؛ لأنّ‏‎ ‎‏موضوعها الأغنیاء.‏

‏وإن کان غیر المقصودین شاکّین، فلا أصل یقتضی شرکتهم مع المقصودین‏‎ ‎‏فی مفاد الکلام المزبور، فنفی حجّیة الظواهر بالنسبة إلیٰ غیر المقصودین؛ لأجل‏‎ ‎‏احتمال اختصاص مفادها بهم.‏

‏وعلیه لا دافع عن هذه الشبهة إلاّ ما حرّرناه: من أنّ القسمة إلی المقصودین‏

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 6)صفحه 320
‏وغیر المقصودین، ناشئة عن توهّم اختصاص الخطاب بالحاضرین مجلس الحدیث‏‎ ‎‏والوحی، وقد عرفت بما لا مزید علیه اشتراکَ الکلّ فی هذه الجهة، فافهم واغتنم.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 6)صفحه 321