المقصد الثامن فی الظنّ

الجهة الثانیة : فی عدم تفرّع هذه المسألة علیٰ حجّیة خبر الواحد

الجهة الثانیة : فی عدم تفرّع هذه المسألة علیٰ حجّیة خبر الواحد

‏ ‏

‏یظهر من جماعة منهم: أنّ هذه المسألة من متفرّعات حجّیة الخبر الواحد،‏‎ ‎‏فکان ینبغی تأخیرها عنها‏‎[1]‎‏.‏

وفیه:‏ أنّ فی مسألة حجّیة خبر الواحد، یکون البحث أوّلاً حول أخبار الثقة‏‎ ‎‏فی الأحکام ولو کان غیر إمامیّ أو کافراً مثلاً، ولا خلاف هناک إلاّ فی الخبر غیر‏‎ ‎‏المقرون بالأمارات والقرائن الخاصّة. وأمّا فیما نحن فیه فناقل الإجماع أوّلاً ینقل‏‎ ‎‏الموضوع، وحدیث نقل السنّة اشتباه؛ لاختلاف الآراء فی وجه حجّیة الإجماع، فإنّ‏‎ ‎‏من الآراء أنّه حجّة؛ لکونه کاشفاً عن الرأی وفتوی الإمام، لا السنّة والروایة،‏‎ ‎‏وبینهما ـ کما یأتی ـ فرق.‏

فبالجملة:‏ ما هو مصبّ النزاع کما سیظهر؛ هو أنّ نقل الإجماع والاتفاق‏‎ ‎‏الحسّی الذی هو موضوع من الموضوعات، یکون حجّة؛ لأجل کونه موضوعاً، أو‏‎ ‎‏سبباً وکاشفاً، أو ملازماً لدخوله ‏‏علیه السلام‏‏ بشخصه عقلاً، أو عادة وعرفاً، أو غیر ذلک، أم‏‎ ‎‏لا؟ کما أنّ الوجدان حاکم بأنّ ناقل الإجماع، لا یحکی إلاّ ذلک.‏

‏هذا مع أنّ نقل أحد الفقهاء مشحون بالقرینة، ویکون مفروغاً منه فی تلک‏‎ ‎‏المسألة. وعلیٰ کلّ تقدیر ربّما یکون نقل الإجماع متواتراً، ولکنّه لیس بحجّة، فلا‏‎ ‎‏تکون هذه المسألة من متفرّعات المسألة الآتیة، فلا تخلط، والأمر سهل.‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 6)صفحه 357

  • )) فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 3 : 146، نهایة الأفکار 3: 96، مصباح الاُصول 2 : 134 .