المقصد الثامن فی الظنّ

تنبیه : فی حجیة الإجماع المقید بالسبب

تنبیه : فی حجیة الإجماع المقید بالسبب

‏ ‏

‏لو بنینا علیٰ أنّ الإجماع المستند إلیه فی کتب الأصحاب، عبارة عن الاتفاق‏‎ ‎‏المقرون والمقیّد بالسبب، فهو أیضاً لا یضرّ؛ لأنّ الأثر المترتّب علیٰ نقل السبب، لا‏‎ ‎‏یتضرّر ولا ینتفی بانتفاء عدم ترتّب الأثر المخصوص به؛ وهو السبب، فمن کان‏‎ ‎‏یریٰ أنّ الاتفاق یکشف عن الرأی والفتویٰ أو السنّة، یتمکّن من ذلک؛ لأجل ثبوت‏‎ ‎‏الاتفاق بنقل مثل السیّد والشیخ ‏‏رحمهماالله‏‏ فلا تغفل.‏

‏ ‏

وهم ودفع :

‏ ‏

‏لو کانت الصحیحة مورد الاستناد، للزم کون الإجماع المتأخّر معارضاً‏‎ ‎‏لإجماع القدماء.‏

ویندفع:‏ بأنّ الظاهر من مورد التعلیل، هو أنّ الإجماع لیس حجّة بذاته علی‏

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 6)صفحه 372
‏الحکم الشرعیّ، بل الإجماع إمّا مرجّح الحجّة علی الحجّة، أو ممیّز الحجّة عن‏‎ ‎‏اللاحجّة، فلابدّ هناک من وجود حجّة واقعیة وراءه، وهذا أمر ممکن بالنسبة إلیٰ‏‎ ‎‏إجماع القدماء، دون المتأخّرین.‏

وبالجملة:‏ عدم حجّیة الإجماع ذاتاً إجماعیّ، وحجّیة الإجماع فی الجملة‏‎ ‎‏أیضاً إجماعیّة، ولکنّه إجماع مدرکیّ معلّل بما فی المقبولة، ولو کانت هی مورد‏‎ ‎‏الاستناد لحجّیة الاجماع، فالبحث عن الجهات ـ کالدخول، واللطف، وغیره ـ‏‎ ‎‏أیضاً لغو، ولو کان واحد منها صحیحاً إجمالاً لکفیٰ، کما لا یخفیٰ.‏


کتابتحریرات فی الاصول (ج. 6)صفحه 373

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 6)صفحه 374