فرع : فی کفایة احتمال الاستناد للجبر
ذهب السیّد الاُستاذ البروجردیّ قدس سره إلیٰ أنّ الاستناد، لا یکون شرطاً علیٰ وجه التنصیص، بل یکفی کون الخبر مستنداً إلیه وإن لم یصرّحوا به، فلو کان خبر فی الکتب الموجودة عندهم، مطابقاً بحسب المضمون للفتویٰ، تکون الشهرة جابرة للخبر؛ لوضوح أنّ المستند هو ذلک الخبر وتلک الروایة.
وربّما یقال: بأنّ التوافق أعمّ.
والحقّ: أنّ التوافق وإن کان أعمّ، إلاّ أنّه بعد الاتفاق یحصل الوثوق بالصدور، ویصحّ الاتکال علیه فیما یدلّ علیه زائداً علیٰ مصبّ الفتویٰ.
وإن شئت قلت: من الشهرة الفتوائیّة تثبت متانة المتن، ومعنیٰ ذلک هو الوثوق بالصدور نوعاً وإن لم یحصل لأحد شخصاً. ولا مشاحّة فی عدّ ذلک من الشهرة العملیّة لاستکشاف الاستناد، کما هو الأظهر، أو أنّ الشهرة تکون فتوائیّة، والتوافق فی المضمون یورث الوثوق بالصدور، ویکون جابراً للضعف.
ومن الممکن استفادة حجّیة السنّة المستند إلیها من عموم التعلیل فی مقبولة
کتابتحریرات فی الاصول (ج. 6)صفحه 393
عمر بن حنظلة، وقد عرفت أنّ الشهرة فیها هی الشهرة العملیّة، لا الروائیّة، ولا الفتوائیّة.
وغیر خفیّ: أنّه کلّما کان الخبر المستند إلیه أضعف، یکون أقویٰ، وکلّما ازداد ضعفه ازدادت قوّته، عکس ما مرّ، وسیمرّ علیک إن شاء الله تعالیٰ.
کتابتحریرات فی الاصول (ج. 6)صفحه 394