المقصد الثامن فی الظنّ

فرع : فی کفایة احتمال الاستناد للجبر

فرع : فی کفایة احتمال الاستناد للجبر

‏ ‏

‏ذهب السیّد الاُستاذ البروجردیّ ‏‏قدس سره‏‏ إلیٰ أنّ الاستناد، لا یکون شرطاً علیٰ‏‎ ‎‏وجه التنصیص، بل یکفی کون الخبر مستنداً إلیه وإن لم یصرّحوا به، فلو کان خبر‏‎ ‎‏فی الکتب الموجودة عندهم، مطابقاً بحسب المضمون للفتویٰ، تکون الشهرة جابرة‏‎ ‎‏للخبر؛ لوضوح أنّ المستند هو ذلک الخبر وتلک الروایة‏‎[1]‎‏.‏

وربّما یقال:‏ بأنّ التوافق أعمّ‏‎[2]‎‏.‏

والحقّ:‏ أنّ التوافق وإن کان أعمّ، إلاّ أنّه بعد الاتفاق یحصل الوثوق بالصدور،‏‎ ‎‏ویصحّ الاتکال علیه فیما یدلّ علیه زائداً علیٰ مصبّ الفتویٰ.‏

وإن شئت قلت:‏ من الشهرة الفتوائیّة تثبت متانة المتن، ومعنیٰ ذلک هو الوثوق‏‎ ‎‏بالصدور نوعاً وإن لم یحصل لأحد شخصاً. ولا مشاحّة فی عدّ ذلک من الشهرة‏‎ ‎‏العملیّة لاستکشاف الاستناد، کما هو الأظهر، أو أنّ الشهرة تکون فتوائیّة، والتوافق‏‎ ‎‏فی المضمون یورث الوثوق بالصدور، ویکون جابراً للضعف.‏

‏ومن الممکن استفادة حجّیة السنّة المستند إلیها من عموم التعلیل فی مقبولة‏

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 6)صفحه 393
‏عمر بن حنظلة، وقد عرفت أنّ الشهرة فیها هی الشهرة العملیّة، لا الروائیّة،‏‎ ‎‏ولا الفتوائیّة‏‎[3]‎‏.‏

وغیر خفیّ:‏ أنّه کلّما کان الخبر المستند إلیه أضعف، یکون أقویٰ، وکلّما ازداد‏‎ ‎‏ضعفه ازدادت قوّته، عکس ما مرّ‏‎[4]‎‏، وسیمرّ علیک إن شاء الله تعالیٰ.‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 6)صفحه 394

  • )) نهایة الاُصول 2 : 543 .
  • )) مصباح الاُصول 2 : 202 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 382 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 380 .