المقصد الثامن فی الظنّ

الجهة الرابعة : فی محتملات المنطوق شرطاً وجزاءً

الجهة الرابعة : فی محتملات المنطوق شرطاً وجزاءً

‏ ‏

‏فی منطوق هذه القضیّة الشرطیّة احتمالات:‏

‏احتمال کون النبأ، تمام الموضوع لإیجاب التبیّن‏‎[1]‎‏.‏

‏واحتمال کون الفسق تمام العلّة‏‎[2]‎‏.‏

‏واحتمال الاشتراک‏‎[3]‎‏.‏

‏واحتمال کلّ واحد منهما علیٰ نعت الاستقلال.‏

‏واحتمال خامس: وهو کون النبأ علّة تامّة، والفسق موجباً لتأکّد الإیجاب،‏‎ ‎‏أو بالعکس.‏

وغیر خفیّ:‏ أنّ بعضاً من تلک الاحتمالات ربّما یمتنع ثبوتاً، والأمر سهل بعد‏‎ ‎‏عدم مساعدة الإثبات معه، فلا تغفل.‏

‏وعلی الاحتمال الأوّل والخامس، تسقط الآیة عن صلاحیة الاستدلال‏‎ ‎‏لحجّیة خبر العادل، ولازمها عدم حجّیة مطلق الخبر.‏

‏والأظهر من بینها هی دخالة الفسق؛ إمّا بالاستقلال، أو بالاشتراک، وعلیٰ هذا‏‎ ‎‏تکون الآیة من هذه الجهة، صالحةً للاستدلال، لولا الإشکالات الاُخر الآتیة فی‏‎ ‎‏الجهات اللاحقة‏‎[4]‎‏.‏

‏فما قد یظهر من أنّ التعلیل بالذاتیّ أولیٰ من التعلیل بالعرضیّ‏‎[5]‎‏، أو یقال:‏‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 6)صفحه 450
‏«إنّ ذکر العرضیّ مع الذاتیّ، دلیل علیٰ دخالة العرضیّ تماماً»‏‎[6]‎‏ فکلّه خالٍ من‏‎ ‎‏التحصیل؛ لأنّ المقام لیس مقام لحاظ الذاتیّة والعرضیّة، بل المقام مقام مراعاة‏‎ ‎‏القضیّة الواردة؛ وکیفیّة أخذ القیود فیها، ولا ریب فی أنّ النبأ وإن کان بحسب الذات‏‎ ‎‏محتمل الصدق والکذب، ولا یکون مأموناً من الخطأ وعدم الإصابة، ولکن یحصل‏‎ ‎‏الأمن من الجهة اللاحقة به؛ وهو المخبر، فإن کان کاذباً فلا یحصل الأمن، بخلاف‏‎ ‎‏ما إذا کان متحرّزاً من الکذب، فالفسق دخیل إمّا تماماً، أو جزءً.‏

‏وحیث إنّ تحلیل القضیّة إلیٰ أنّ فسق المخبر دخیل لاخبره، بعید عن‏‎ ‎‏الأفکار العرفیّة، یخطر بالبال بدواً: أنّ الفسق والخبر موضوع مفید لإیجاب التبیّن،‏‎ ‎‏وسبب وجیه له.‏

‏هذا، ولکنّ الإنصاف علیٰ خلافه؛ وذلک لأنّه لو کان الخبر دخیلاً فی‏‎ ‎‏الإیجاب، للزم دخالته فی حجّیة خبر العادل المنتزعة من عدم وجوب التبیّن، ولا‏‎ ‎‏معنیٰ لکون الخبر دخیلاً فی الحجّیة واللاحجّیة، فیکون الخبر حجّة ولا حجّة‏‎ ‎‏باعتبار المخبر الثقة وغیر الثقة، فهناک موضوع وهو «النبأ» وعلّة لعروض التالی‏‎ ‎‏والجزاء علیه وهو «الفسق» فالفسق سبب عروض وجوب التبیّن علی الخبر، والنبأ‏‎ ‎‏واللافسق سبب لاعتبار حجّیة الخبر بانتفاء وجوب التبیّن، لو لم یکن فی البیّن‏‎ ‎‏إشکال آخر، فلا تخلط.‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 6)صفحه 451

  • )) فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 3: 169.
  • )) مصباح الاُصول 2: 161.
  • )) فرائد الاُصول 1: 117 .
  • )) یأتی فی الصفحة 469 ، الجهة السابعة.
  • )) فرائد الاُصول 1 : 116 .
  • )) فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 3 : 165 ـ 166 ، نهایة الأفکار 3 : 109 .