کتاب الطهارة

فصل: ماء البئر

فصل: فی ماء البئر

‏1 - لا یعتبر النبع، بل المناط کونه ذا مادّة.‏

‏2 - قد مرّ أنّ الأقویٰ طهارة المتغیّر بزوال وصف التغیّر، من غیر حاجة إلی‏‎ ‎‏الاتّصال بشیء، أو الامتزاج معه، فقوله: «لأنّ له...» تعلیل للصدر، کما هو کذلک فی‏‎ ‎‏صحیحة ابن بَزیع‏‎[1]‎‏، ومن هنا یظهر النظر فی سائر الفروع.‏

‏3 - هذا غیر معلوم، نعم یستحبّ کون الماء المستعمل فی الشرب والغسل‏‎ ‎‏والوضوء، نظیفاً عرفاً وطیّباً.‏


کتابتحریر العروة الوثقی و تلیه تعلیقة علی العروة الوثقیصفحه 173
بنزول المطر(1).

مسألة 3: لا فرق(2) بین أنحاء الاتّصال فی حصول التطهیر، فیطهّر بمجرّده،‎ ‎وإن کان الکرّ المطهّر مثلاً أعلی والنجس أسفل، وعلی هذا فإذا ألقی الکرّ لا یلزم‎ ‎نزول جمیعه، فلو اتّصل ثمّ انقطع کفی نعم إذا کان الکرّ الطاهر أسفل، والماء‎ ‎النجس یجری علیه من فوق لا یطهر الفوقانیُّ بهذا الاتِّصال.

‏مسألة 4: الکوز المملوّ من الماء النجس إذا غمس فی الحوض یطهر، ولا‏‎ ‎‏یلزم صبّ مائه وغسله.‏

‏مسألة 5: الماء المتغیِّر إذا ألقی علیه الکرّ فزال تغیّره به یطهر، ولا حاجة‏‎ ‎‏إلی إلقاء کرّ آخر بعد زواله، لکن بشرط أن یبقی الکرّ الملقی علی حاله من اتّصال‏‎ ‎‏أجزائه وعدم تغیّره، فلو تغیّر بعضه قبل زوال تغیّر النجس أو تفرّق بحیث لم یبقی‏‎ ‎‏مقدار الکرّ متّصلاً باقیاً علی حاله تنجّس ولم یکف فی التطهیر، والأولی إزالة‏‎ ‎‏التغییر أوّلاً، ثمّ إلقاء الکرّ أو وصله به.‏

‏------------------------------------------------------------------------------------------‏

‏1 - قد مرّ ما هو الأقویٰ وما هو الأحوط، ویسقط جمیع ما یتفرّع علیٰ کفایة‏‎ ‎‏الاتصال، ولا یخفیٰ ما فی هذه التفریعات المکرّرة والأجنبیّة عن موضوع البحث.‏

‏2 - قد عرفت أنّ الأشبه عدم إمکان تطهیر المیاه القلیلة النجسة - وهکذا‏‎ ‎‏غیر المتنجّس بالمتغیّر - بمجرّد الاتصال، ولا الامتزاج، بل لابدّ من الاستهلاک‏‎ ‎‏العرفیّ، وقد تکرّر أمثال هذه المسألة فی هذا الکتاب الشریف، عصمنا اللّه تعالیٰ،‏‎ ‎‏ومن هنا یظهر ما فی المسألة الرابعة والخامسة.‏


کتابتحریر العروة الوثقی و تلیه تعلیقة علی العروة الوثقیصفحه 174
مسألة 6: تثبت نجاسة الماء کغیره بالعلم(1)، وبالبیّنة، وبالعدل الواحد(2)‎ ‎علی إشکال لا یترک فیه الاحتیاط، وبقول ذی الید(3) وإن لم یکن عادلاً، ولا تثبت‎ ‎بالظنّ المطلق علی الأقوی.

‏مسألة 7: إذا أخبر ذو الید بنجاسته وقامت البیّنة علی الطهارة قدّمت‏‎ ‎‏البیّنة‏(4) وإذا تعارض البیّنتان تساقطتا إذا کانت بیّنة الطهارة مستندة إلی العلم،‎ ‎وإن کانت مستندة إلی الأصل تقدّم بیّنة النجاسة.

‏------------------------------------------------------------------------------------------‏

‏1 - لا اعتبار بعلم الوسواسیّ، علی الوجه المحرّر فی محلّه، ولازمه سقوط‏‎ ‎‏إخباره ولو کان عادلاً، وقلنا: بکفایة إخبار العدل والثقة وذی الید.‏

‏2 - فی صورة حصول الوثوق والعلم العادیّ من قوله، لا یبعد اعتبار ذلک‏‎ ‎‏العلم.‏

‏والأشبه حجّیة إخبار الثقة فی هذه الموضوعات وأشباهها، فلا خصوصیّة‏‎ ‎‏للبیّنة، فلو کان علیٰ خلافهم الظنّ  الشخصیّ، یشکل الاعتماد علیهم، ولا ینبغی‏‎ ‎‏ترک‏ ‏الأحوط.‏

‏3 - فی إطلاقه إشکال؛ ضرورة أنّه إذا کان مقروناً بالموجب للاتهام - بل‏‎ ‎‏وبالظنّ علیٰ خلافه - لا دلیل علی اعتباره.‏

‏4 - فی صورة الاتکاء علی الأصل والشهادة بمقتضی الأصل - بذکره حین‏‎ ‎‏الشهادة - لا یبعد التقدّم، وإلاّ فیرجع إلیٰ مقتضی الأصل بعد سقوطهما؛ من‏‎ ‎‏الاستصحاب أو قاعدة الطهارة.‏

‏ولو اختلف ذو الید والبیّنة، وانتهی الأمر إلی القضاء، فلا یبعد تقدّم البیّنة‏‎ ‎‏مطلقاً، ولا ینبغی الخلط بین المسألتین.‏


کتابتحریر العروة الوثقی و تلیه تعلیقة علی العروة الوثقیصفحه 175
مسألة 8: إذا شهد اثنان بأحد الأمرین، وشهد أربعة(1) بالآخر یمکن بل لا‎ ‎یبعد تساقط الاثنین بالاثنین وبقاء الآخرین.

‏مسألة 9: الکرّیّة تثبت بالعلم‏(2) والبیّنة(3)، وفی ثبوتها بقول صاحب الید‎ ‎وجه. وإن کان لا یخلو عن إشکال(4)، کما أنّ فی إخبار العدل الواحد أیضاً إشکالاً.

‏مسألة 10: یحرم شرب الماء النجس إلاّ فی الضرورة، ویجوز سقیه‏‎ ‎‏للحیوانات‏(5)، بل وللأطفال(6) أیضاً،

‏------------------------------------------------------------------------------------------‏

‏وممّا ذکرناه یظهر ضعف ما فی تفصیله فی الفرع الآتی.‏

‏1 - أو ثلاثة؛ فإنّه لو کان الإشهاد تدریجیّاً - سواء شهد أحدهما من جانب،‏‎ ‎‏والآخر من جانب آخر، أو شهد اثنان من جانب، واثنان من آخر - یبقی الثالث‏‎ ‎‏والأزید بلا معارض.‏

‏نعم، لمکان المناقشة فی کفایة شهادة المخبر الواحد العدل علیٰ وجه مرّ، یشکل‏‎ ‎‏الأمر هنا، کما لا یترک الاحتیاط فی صورة الأربعة والخمسة.‏

‏2 - علی الوجه السابق.‏

‏3 - حیث لم تثبت لی خصوصیّة للبیّنة علی الإطلاق، فالمسألة تندرج فی‏‎ ‎‏إخبار الثقة، وقد مرّ ما یتعلّق به فی المسألة السادسة، وهکذا بالنسبة إلی العدل.‏

‏4 - لا إشکال فیه علی الأشبه، إن لم یکن علیٰ خلافه الظنّ الشخصیّ، فضلاً‏‎ ‎‏عن النوعیّ، هذا فی صورة کونه ممّن یبالی بالدین.‏

‏5 - فیما یؤکل لحمه کراهة حسب روایة، بل مطلقاً.‏

‏6 - بل یحتمل جواز إسقائه للمکلّفین؛ فإنّ المحرّم الثابت هو السقی، ولو‏‎ ‎‏استشکل فی ثبوت النجاسة بإخبار الثقة والعدل وذی الید، فلا یبعد استشمام‏

کتابتحریر العروة الوثقی و تلیه تعلیقة علی العروة الوثقیصفحه 176
ویجوز بیعه مع الإعلام(1).

‏------------------------------------------------------------------------------------------‏

‏جواز‏ ‏إسقائه.‏

‏ولا ینبغی ترک الاحتیاط حتّیٰ فی صورة جعله فی محلّ یشربه مع علمه به،‏‎ ‎‏والأحوط الأولیٰ إعلام الشارب الجاهل بالموضوع بل والمجتهد، وفی المقصّر یقویٰ‏‎ ‎‏ذلک جدّاً.‏

‏1 - مقتضی الصناعة خلافه، ولاسیّما مع الشکّ فی شرب المشتری المکلّف،‏‎ ‎‏وخصوصاً فی صورة عدم ترتّب الأثر علیٰ إعلامه.‏

‏ویحتمل بطلانه؛ لانتفاء المنفعة المعتدّ بها فی ماء الشرب، لما مرّ من أنّه لا یطهَّر‏‎ ‎‏إلاّ بالاستهلاک، فلا یقاس ذلک بسائر المتنجّسات، بل یقاس بالزیت المتنجّس،‏‎ ‎‏وجوازُ بیعه ممّن لا یعتقد بنجاسته أو یکون جاهلاً - ولاسیّما  المجتهد القاصر - أضعفُ‏‎ ‎‏إشکالاً.‏


کتابتحریر العروة الوثقی و تلیه تعلیقة علی العروة الوثقیصفحه 177
(فصل): الماء المستعمل فی الوضوء طاهر مطهّر(1) من الحدث والخبث،‎ ‎وکذا المستعمل فی الأغسال المندوبة، وأمّا المستعمل فی الحدث الأکبر فمع‎ ‎طهارة البدن لا إشکال فی طهارته ورفعه للخبث، والأقوی جواز استعماله فی‎ ‎رفع الحدث أیضاً وإن کان الأحوط مع وجود غیره(2) التجنُّب عنه، وأمّا المستعمل‎ ‎فی الاستنجاء ولو من البول فمع الشروط الآتیة طاهر ویرفع الخبث أیضاً، لکن لا‎ ‎یجوز(3) استعماله فی رفع الحدث، ولا فی الوضوء والغسل المندوبین وأمّا‎ ‎المستعمل فی رفع الخبث غیر الاستنجاء فلا یجوز استعماله فی الوضوء والغسل‎ ‎وفی طهارته ونجاسته خلاف والأقوی أنّ ماء الغسلة المزیلة للعین نجس(4)، وفی‎ ‎الغسلة الغیر المزیلة الأحوط(5) الاجتناب.

‏مسألة 1: لا إشکال فی القطرات التی تقع فی الإناء عند الغسل، ولو قلنا‏‎ ‎‏بعدم جواز استعمال غسالة الحدث الأکبر.‏

‏مسألة 2: یشترط فی طهارة ماء الاستنجاء اُمور:‏

‏«الأوَّل»: عدم تغیّره فی أحد الأوصاف الثلاثة‏(6).

‏------------------------------------------------------------------------------------------‏

‎ ‎

کتابتحریر العروة الوثقی و تلیه تعلیقة علی العروة الوثقیصفحه 178

  • )) محمد بن إسماعیل بن بزیع، عن الرضا( علیه السلام)، قال: «ماء البئر واسع لا یفسده شیء إلاّ أن یتغیّر به» تهذیب الأحکام 1: 409 / 1287، وسائل الشیعة 1: 170، کتاب الطهارة، أبواب الماء المطلق، باب 14، حدیث 1.