کتاب الطهارة

الأوّل والثانی: البول والغائط

‏«الأوَّل والثانی»: البول والغائط من الحیوان الّذی‏(1) لا یؤکل لحمه، إنساناً‎ ‎أو غیره، برّیاً أو بحریاً، صغیراً أو کبیراً، بشرط أن یکون له دم سائل(2) حین الذبح،‎ ‎نعم فی الطیور المحرّمة الأقوی عدم النجاسة، لکنّ الأحوط فیها أیضاً الاجتناب،‎ ‎خصوصاً(3) الخفّاش، وخصوصاً بوله، ولا فرق فی غیر المأکول بین أن یکون‎ ‎أصلیّاً کالسباع ونحوها، أو عارضیّاً(4) کالجلاّل وموطوء الانسان، والغنم الّذی‎ ‎شرب لبن خنزیرة، وأمّا البول والغائط من حلال اللحم(5) فطاهر، حتّی الحماروالبغل‎ ‎والخیل، وکذا من حرام اللحم الّذی لیس له دم(6) سائل کالسمک المحرّم ونحوه.

‏------------------------------------------------------------------------------------------‏

فصل: فی أنّ النجاسات اثنتا عشرة

‏ ‏

‏ ‏

‏1 - إطلاقه ممنوع، خصوصاً بالنسبة إلی الخُرْء؛ فإنّ الأدلّة قاصرة عن إثبات‏‎ ‎‏نجاسة ذلک من جمیع الحیوانات، ولاسیّما إذا کانت خارجة عن مورد الابتلاء، أو‏‎ ‎‏کانت ممّا یطّلع علیها فی القرون الأخیرة.‏

‏2 - المراد منه ما لا یکون حین الذبح جاریاً علیٰ نحوٍ متعارف، وفی شرطیّة‏‎ ‎‏ذلک إشکال؛ فإنّ الدلیل علیه قصورالأدلّة عن إثبات نجاستهما من مطلق ما لا یؤکل.‏

‏3 - لا یبعد طهارتهما من الخفّاش، والأحوط الاجتناب عن بول الطیور‏‎ ‎‏المحرّمة وجوباً، وعن خُرْئها استحباباً.‏

‏4 - لا دلیل علیٰ نجاستهما منه، ولولا مخافة مخالفة الإجماع المنقول، لکانت‏‎ ‎‏الطهارة متعیّنة بلا اشکال، وهی قریبة فی الثالث؛ لخروجه عن معقده.‏

‏5 - وممّا لا لحم له، کالذباب، والبقّ، وغیرهما.‏

‏6 - أو کان له دم سائل ولا یعتدّ بلحمه، وفی صغراه إشکال، ولکنّه لا یضرّ‏

کتابتحریر العروة الوثقی و تلیه تعلیقة علی العروة الوثقیصفحه 189
‏         ‏مسألة 1: ملاقاة الغائط فی الباطن لا یوجب النجاسة(1)، کالنوی الخارج‎ ‎من الإنسان أو الدود الخارج منه إذا لم یکن معها شیء من الغائط، وإن کان‎ ‎ملاقیاً له فی الباطن، نعم لو أدخل من الخارج شیئاً فلاقی الغائط فی الباطن‎ ‎کشیشة الاحتقان إن علم ملاقاتها له فالأحوط الاجتناب عنه، وأمّا إذا شکّ فی‎ ‎ملاقاته فلا یحکم علیه بالنجاسة فلو خرج ماء الاحتقان ولم یعلم خلطه بالغائط(2)‎ ‎ولا ملاقاته له لا یحکم بنجاسته.

‏مسألة 2: لا مانع‏(3) من بیع البول والغائط من مأکول اللحم، وأمّا بیعهما‎ ‎من غیر المأکول فلا یجوز(4)، نعم یجوز الانتفاع بهما فی التسمید ونحوه.

‏------------------------------------------------------------------------------------------‏

‏بالمقصود.‏

‏ثمّ إنّه لا یبعد استحباب الغسل من أبوال الخیل والحمیر والبغال، والأحوط‏‎ ‎‏الأولی الغسل من أبواب ما لا یؤکل لحمه ولم تکن له النفس السائلة.‏

‏1 - بالنسبة إلی الباطن، وأمّا فی الأمثلة المزبورة فالأحوط الاجتناب، ومنها‏‎ ‎‏شیشة الاحتقان.‏

‏2 - لا معنی محصّل له، وما أفاده من الفرق غیر ظاهر؛ وذلک لأنّ الأدلة‏‎ ‎‏قاصرة عن إثبات العفو فی الموارد الخاصّة، ومن الممکن دعویٰ أنّ ما یخرج مع‏‎ ‎‏الغائط یعدّ منه؛ لأنّه لیس إلاّ مدفوع الإنسان، ففی الأمثلة المزبورة ینعکس حکم‏‎ ‎‏المسألة علیٰ خلاف ما فی المتن، کما لا یخفیٰ.‏

‏3 - وفی کفایة المنفعة المقصودة العقلائیّة النادرة الشخصیّة إشکال، بل المناط‏‎ ‎‏کونها ذات منفعة نوعیّة عرفیّة.‏

‏4 - علی الأحوط فی العَذِرة، والأقویٰ جواز بیع الأبوال مطلقاً مع رعایة‏

کتابتحریر العروة الوثقی و تلیه تعلیقة علی العروة الوثقیصفحه 190
‏         ‏مسألة 3:  إذا لم یعلم کون حیوان معیَّن أنّه مأکول اللحم أو لا، لا یحکم‎ ‎بنجاسة بوله وروثه، وإن کان لا یجوز أکل لحمه بمقتضی الأصل(1)، وکذا إذا لم‎ ‎یعلم أنّ له دماً سائلاً أم لا، کما أنّه إذا شکّ فی شیء أنّه من فضلة حلال اللحم أو‎ ‎حرامه، أو شکّ فی أنّه من الحیوان الفلانیّ حتّی یکون نجساً، أو من الفلانیّ حتّی‎ ‎یکون طاهراً، کما إذا رأی شیئاً لا یدری أنّه بعرة فأر أو بعرة خنفساء، ففی جمیع‎ ‎هذه الصور یبنی علی طهارته.

‏مسألة 4: لا یحکم بنجاسة فضلة الحیّة لعدم العلم بأنّ دمها سائل، نعم حکی‏‎ ‎‏عن بعض السادة أنّ دمها سائل، ویمکن اختلاف الحیّات فی ذلک، وکذا لا یحکم‏‎ ‎‏بنجاسة فضلة التمساح، للشکّ المذکور، وإن حکی عن الشهید أنّ جمیع‏‎ ‎‏الحیوانات البحریّة لیس لها دم سائل إلاّ التمساح، لکنّه غیر معلوم، والکلّیّة‏‎ ‎‏المذکورة أیضاً غیر معلومة.‏

‎ ‎

‎ ‎

کتابتحریر العروة الوثقی و تلیه تعلیقة علی العروة الوثقیصفحه 191