کتاب الطهارة

الثامن: الکافر

‏«الثامن»: الکافر‏(2) بأقسامه حتی المرتدّ بقسمیه، والیهود والنصاری‎ ‎‏------------------------------------------------------------------------------------------‏

‏1 - لا أساس لصدق الأسم، وإنّما المیزان أمارات الصورة النوعیّة والکلب‏‎ ‎‏والخنزیر، فإن اجتمعت فیصدق قهراً ولو کان متولّداً من طاهرین.‏

‏وإن غلبت؛ بحیث لا تکون أمارة علی الخلاف، فلا تبعد نجاسته.‏

‏وإن تعارضت، فهو کالمتولّد الّذی یکون نصفه کلباً، ونصفه شاة.‏

‏وفی موارد الشکّ؛ فإن کانت الاُمّ کلبة أو خنزیرة، فالجسم کان نجساً، وهو‏‎ ‎‏نجس استصحاباً، إلاّ إذا کانت أمارات الشاة وغیرها؛ ممّا نعلم بطهارتها لدلیل من‏‎ ‎‏الإجماع أو لروایة ظاهرة فیها.‏

‏ولو تغیّر نجس العین إلی الطاهر فلا تبعد طهارته؛ بشرط کونه محکوماً‏‎ ‎‏بالطهارة الواقعیّة.‏

‏2 - علی الأقویٰ فی بعض أصنافه، وعلی الأحوط فی مطلق الکفّار والمشرکین‏‎ ‎‏والمستضعفین والجهلة غیر السامعین بالإسلام، عن قصور کان أو تقصیر، والأمر‏‎ ‎‏کذلک فی الأجزاء الّتی لا تحلّها الحیاة.‏


کتابتحریر العروة الوثقی و تلیه تعلیقة علی العروة الوثقیصفحه 204
والمجوس، وکذا رطوباته وأجزاؤه، سواء کانت ممّا تحلّه الحیاة أو لا(1)، والمراد‎ ‎بالکافر من کان منکراً للاُلوهیّة(2) أو التوحید(3) أو الرسالة أو ضروریّاً من‎ ‎ضروریّات الدین مع الالتفات(4) إلی کونه ضروریّاً(5) بحیث یرجع إنکاره إلی‎ ‎إنکار الرسالة والأحوط الاجتناب عن منکر الضروریّ(6) مطلقاً،

‏------------------------------------------------------------------------------------------‏

‏1 - لا یخلو عن غموض فی الصغار، کما فی المبان من الحیّ، ولکن الاحتیاط‏‎ ‎‏لا یترک، ولو کانت ممّا لا تحلّه الحیاة وانفصلت، ثمّ آمن وأسلم - بل فیما لا تحلّه الحیاة‏‎ ‎‏مطلقاً - یشکل الحکم، فجریان الاستصحاب محلّ منع.‏

‏2 - بل لا یبعد إلحاق غیر المعترف ومن یعترف بتعدّد الواجب ووحدة الإله،‏‎ ‎‏بالکافر فی النجاسة.‏

‏3 - فی الألوهیّة لا فی الذات، ولکنّ الأقرب إلحاقه بالکافر، کما مرّ آنفاً.‏

‏4 - فی مورد تحمّل الضروریّ للتشکیک عند أهله، یشکل الحکم بالنجاسة،‏‎ ‎‏وإلاّ فإنکاره طبعاً یرجع إلیٰ مقام الرسالة، کإنکار أصل المعاد، أو إنکار القرآن.‏

‏5 - فی مورد المناقشة فی الضروریّة یمنع الحکم بالنجاسة.‏

فبالجملة تارة:‏ یناقش فی وجوب الصلاة شرعاً، مع اعترافه بضروریّته‏‎ ‎‏عند‏ ‏المسلمین.‏

واُخری:‏ یناقش فی کون نجاسة الکلب ضروریّةً.‏

وغیر خفیّ:‏ أنّ مقتضی الملازمة المذکورة فی التعلیقة السابقة، عدم صحّة‏‎ ‎‏قوله: «بحیث یرجع».‏

‏6 - لا یعقل إنکاره القلبیّ مع الالتفات، فالمراد هو الإنکار اللّسانی فی هذه‏‎ ‎‏الصورة، وأمّا مع عدم الالتفات فالحکم بالنجاسة محلّ إشکال - بل منع - فی‏

کتابتحریر العروة الوثقی و تلیه تعلیقة علی العروة الوثقیصفحه 205
وإن لم یکن ملتفتاً إلی کونه ضروریاً، وولد الکافر(1) یتبعه فی النجاسة إلاّ إذا أسلم‎ ‎بعد البلوغ أو قبله مع فرض کونه عاقلاً ممیّزاً(2) وکان إسلامه عن بصیرة(3) علی‎ ‎الأقوی، ولا فرق فی نجاسته بین کونه من حلال أو من الزنا ولو فی مذهبه(4)، ولو‎ ‎کان أحد الأبوین مسلماً فالولد تابع له، إذا لم یکن عن زنا(5)، بل مطلقاً علی وجه‎ ‎مطابق لأصل الطهارة.

‏------------------------------------------------------------------------------------------‏

‏الجاهل القاصر، کأکثر سواد الناس البعیدین عن بلادنا.‏

‏1 - أولاد المشرکین علی الأقویٰ ومن یحذو حذوهم، وأمّا مطلق الکفّار فعلی‏‎ ‎‏الأحوط.‏

‏هذا ولو تبدلّت أحوال الکافر إلی الإسلام والکفر، فالحکم تابع للعنوان، وأمّا‏‎ ‎‏ولده فالأشبه خلافه.‏

‏2 - المدار علیٰ کونه فاهماً کمتعارف سواد الناس، ولو لم یکن ممیّزاً فی غیر‏‎ ‎‏الشهادتین.‏

‏3 - لا عبرة به، بل العبرة بما اُشیر إلیه آنفاً، ولو أسلم عن إکراه واضطرار‏‎ ‎‏وسیاسة وتقیّة أو غیر ذلک - ممّا لا منّة فی رفعها بالنسبة إلیه، ولا بالنسبة إلیٰ سائر‏‎ ‎‏المسلمین - فالأشبه طهارته، والأحوط خلافها.‏

‏4 - لا تخلو العبارة عن نوع اعوجاج.‏

‏5 - من ناحیة الأب، ولو کان عن زنا من الطرفین، أو أسلم الأب الزانی، ثمّ‏‎ ‎‏بعد ما صار أباً کفر وارتدّ، ففی طهارته شبهة، ویحتمل التفصیل بین أولاد الکفّار‏‎ ‎‏والمشرکین بحسب الصناعة.‏

‏إلاّ أنّ الأقرب طهارته لو کانت الاُمّ مسلمة ولو کفرت بعد الوضع؛ لأنّه ـ‏‎ ‎‏علی ما عرفت - یعدّ جزءً منها عرفاً وفی روایة‏‎[1]‎‏.‏


کتابتحریر العروة الوثقی و تلیه تعلیقة علی العروة الوثقیصفحه 206
مسألة 1: الأقوی طهارة ولد الزنا من المسلمین(1)، سواء کان من طرف أو‎ ‎طرفین، بل وإن کان أحد الأبوین مسلماً کما مرّ.

‏مسألة 2: لا إشکال فی نجاسة الغلاة‏(2) والخوارج والنواصب، وأمّا‎ ‎المجسّمة والمجبَّرة والقائلین بوحدة الوجود من الصوفیّة(3) إذا التزموا بأحکام‎ ‎الإسلام فالأقوی عدم نجاستهم إلا مع العلم(4) بالتزامهم بلوازم مذاهبهم من‎ ‎المفاسد.

‏------------------------------------------------------------------------------------------‏

‏هذا کلّه فی صورة لم یکن ممیّزاً یقبل منه الإسلام، وإلاّ فیندرج فی عنوان «من‏‎ ‎‏لم یعترف» علی الأشبه.‏

‏1 - أی المتولّد عن الزنا، وقد اُشیر إلیٰ أنّ الزنا لو کان من طرف الاُمّ‏‎ ‎‏فالطهارة أظهر، فضلاً عمّا إذا لم یکن من طرفها، ویشهد لذلک - مضافاً إلیٰ ما مرّ ـ‏‎ ‎‏قوله تعالی: ‏‏«‏إنْ اُمَّهَاتُهُمْ إلاّ اللاّئی وَلَدْنَهُمْ‏»‏‎[2]‎‏ فأولاد المسلمین من الزنا طاهرون‏‎ ‎‏من جهة مخصوصة بالاُمّ، سواء کانت الاُمّ زانیة، أو غیر زانیة.‏

‏2 - تلک الطوائف الخاصّة المذکورة فی التواریخ، وإلاّ فإطلاق الحکم محلّ منع‏‎ ‎‏جداً.‏

‏3 - لا وجه للقید المذکور، وأمّا التقیید بالالتزام بأحکام الإسلام فبلا وجه،‏‎ ‎‏بل کان الأولیٰ أن یقول: «إذا لم ینکروا أحکام الإسلام الضروریّة» حسب نظر‏‎ ‎‏الماتن علیٰ ما مرّ.‏

‏4 - غیر متین استثناؤه؛ لأنّ الکلام حول الأحکام الواقعیّة لا الظاهریّة،‏‎ ‎‏وربّما حذفت من النسخة عبارة، ولذا اختلفت النسخ فلیراجع.‏


کتابتحریر العروة الوثقی و تلیه تعلیقة علی العروة الوثقیصفحه 207
مسألة 3: غیر الاثنی عشریّة من فرق الشیعة(1) إذا لم یکونوا ناصبین‎ ‎ومعادین لسائر الأئمَّة(2) ولا سابِّین لهم طاهرون، وأمّا مع النصب(3) أو السبّ‎ ‎للأئمَّة(4) الّذین لا یعتقدون بإمامتهم فهم مثل سائر النواصب.

‏مسألة 4: من شکّ فی إسلامه وکفره طاهر‏(5)، وإن لم یجر علیه سائر أحکام‎ ‎الإسلام.

‎ ‎

کتابتحریر العروة الوثقی و تلیه تعلیقة علی العروة الوثقیصفحه 208

  • )) مرّ ذکر الروایة فی الهامش ص 62.
  • )) المجادلة (58): 2.