المقصد الأوّل موضوع الاُصول وتعریفه مع نبذة من مباحث الألفاظ

تذییل : وجه آخر لإبطال علامیّة صحة السلب

تذییل : وجه آخر لإبطال علامیّة صحة السلب

‏ ‏

قد عرفت :‏ أنّ ما هو القدر المتیقّن من کاشفیّة صحّة الحمل وعدم صحّة‏‎ ‎‏السلب عند الأصحاب قاطبة، هو ما کان الاتحاد بین الموضوع والمحمول بحسب‏‎ ‎‏المفهوم، وکان کلّ واحد منهما بسیطاً، کقولنا: «المطر غیث» أو «التراب صعید»‏‎ ‎‏و«الإنسان بشر» وهکذا، وهو غیر مقبول، وغیر موافق لاُفق التحقیق.‏

ومن هنا یعلم :‏ أنّ عدم صحّة الحمل وصحّة السلب أیضاً کذلک؛ ضرورة أنّ‏‎ ‎‏الحال المشکوک لایعلم من السلب بالحمل الشائع، بل هو مستکشف من إدراک‏‎ ‎‏صحّة السلب، ومن تجویز العقل السلب بین الموضوع والمحمول، ولایمکن إدراک‏‎ ‎‏ذلک إلاّ بإدراک عدم الاتحاد؛ وأنّ ما یفهم من المحمول غیر ما یفهم من الموضوع،‏‎ ‎‏فلایستکشف من السلب شیء إلاّ وقد کشف قبله؛ لأنّ من شرائط درک صحّة‏‎ ‎‏السلب ذلک.‏

‏ولیس هذا هو تقریب الدور، حتّیٰ یقال بما قیل هناک، بل هو بیان آخر‏‎ ‎‏لإبطال کاشفیّة هذه الأمارة، وإن کان الدور جائزاً کما لایخفیٰ.‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. ۱)صفحه 196