تذییل : وجه آخر لإبطال علامیّة صحة السلب
قد عرفت : أنّ ما هو القدر المتیقّن من کاشفیّة صحّة الحمل وعدم صحّة السلب عند الأصحاب قاطبة، هو ما کان الاتحاد بین الموضوع والمحمول بحسب المفهوم، وکان کلّ واحد منهما بسیطاً، کقولنا: «المطر غیث» أو «التراب صعید» و«الإنسان بشر» وهکذا، وهو غیر مقبول، وغیر موافق لاُفق التحقیق.
ومن هنا یعلم : أنّ عدم صحّة الحمل وصحّة السلب أیضاً کذلک؛ ضرورة أنّ الحال المشکوک لایعلم من السلب بالحمل الشائع، بل هو مستکشف من إدراک صحّة السلب، ومن تجویز العقل السلب بین الموضوع والمحمول، ولایمکن إدراک ذلک إلاّ بإدراک عدم الاتحاد؛ وأنّ ما یفهم من المحمول غیر ما یفهم من الموضوع، فلایستکشف من السلب شیء إلاّ وقد کشف قبله؛ لأنّ من شرائط درک صحّة السلب ذلک.
ولیس هذا هو تقریب الدور، حتّیٰ یقال بما قیل هناک، بل هو بیان آخر لإبطال کاشفیّة هذه الأمارة، وإن کان الدور جائزاً کما لایخفیٰ.
کتابتحریرات فی الاصول (ج. ۱)صفحه 196