المقصد الأوّل موضوع الاُصول وتعریفه مع نبذة من مباحث الألفاظ

تمهید

تمهید

‏ ‏

‏المتعارف جعل العنوان المتکفّل لجهة البحث قبل الورود فیه، ولکنّ العلاّمة‏‎ ‎‏الخراسانی ‏‏رحمه الله‏‏ لم یعنون ذلک‏‎[1]‎‏، وما هذا إلاّ للزوم الشبهة فیما عنونه القوم:‏

‏فعنون جماعة منهم البحث هنا هکذا: «فی علائم الحقیقة والمجاز‏‎ ‎‏وأماراتهما»‏‎[2]‎‏.‏

وأنت خبیر :‏ بأنّ جهة البحث هنا حول تشخیص المعنی التصوّری للألفاظ؛‏‎ ‎‏وحدود ما هو الموضوع له، وأمّا الحقیقة والمجاز فهما من الأوصاف الطارئة علی‏‎ ‎‏الاستعمال، ولا بحث هنا فی ذلک قطعاً.‏

‏وعنونه العلاّمة الأراکی ‏‏رحمه الله‏‏ هکذا: «فی علائم الوضع»‏‎[3]‎‏.‏

وقد عرفت منّا :‏ أنّ «الوضع» سواء کان المراد منه المعنی المصدریّ القائم‏‎ ‎‏بالواضع، أو المعنی الحاصل من المصدری، لیس مورد البحث فی مباحث‏‎ ‎‏الوضع‏‎[4]‎‏؛ ضرورة أنّ ما هو مورد الکلام هناک، بعد الفراغ عن حصول العلقة بین‏‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. ۱)صفحه 187
‏قوافل الألفاظ وسلسلة المعانی، وتلک العلقة معلولة العلل المتعدّدة، فعلیه لاتکون‏‎ ‎‏الجهة المبحوث عنها هنا ذلک.‏

‏فما هو الحریّ بأن یجعل عنواناً للبحث هو هکذا: «فی تشخیص ماهو طرف‏‎ ‎‏تلک العلقة المفروغ عنها» فإنّ الأدلّة المذکورة فی المقام تمامها منسوجة لفهم ذلک،‏‎ ‎‏وأنّ اللفظ وجوده معلوم، ومعناه ـ وهو ما ینتقل منه إلیه بدون الواسطة الاُخریٰ‏‎ ‎‏والدخیل الآخر ـ مجهول بشخصه، ومعلوم بأصله، أی أصل کون هذا اللفظ ذا معنی‏‎ ‎‏واضح؛ ولکنّه بخصوصیّته وتشخّصه مجهول، فالبحث هنا حول ما یستدلّ به علیٰ‏‎ ‎‏تشخیصه وتمییزه.‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. ۱)صفحه 188

  • )) کفایة الاُصول : 33 .
  • )) نهایة الأفکار 1 : 66، نهایة الاُصول : 39، مناهج الوصول 1 : 124، محاضرات فی اُصول الفقه 1 : 113
  • )) بدائع الأفکار (تقریرات المحقّق العراقی) الآملی 1 : 96 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 61 ـ 62 .