قیمة الإنسان وکرامته فـی نظر الإسلام والمسیحیة والبوذئیة

‏‏قیمة الإنسان وکرامته فـی نظر الإسلام والمسیحیة والبوذئیة‏

‏‏السید محمّد الثقفی‏‎[1]‎

‏‏إن طرح مسألة الأصالة الإنسانیة ومناقشتها وتقییم خصوصیات الإنسان کانت متداولة فـی میدان المعرفة البشریة منذ القدم؛ فقد ساهمت المصادر المعرفیة الثلاث: العلم والفلسفة والمذهب فـی تقییم هذه المسألة وإصدار الحکم بشأنها. وإنطلاقاً من کون المذهب والمصدر المعرفـی الأوّل الذی اُجری محاکمات بصدد الإنسان فإنّ التقسیم المبدئی یقضی بتقسیم المذاهب إلی قسمین: النزعة الاثباتیة والنزعة السلبیة، وبالتالـی سوف تتباین محاکماتهم المقرّرة بشأن الإنسان. والإسلام بدوره ینظر إلی الانسان نظرة إیجابیة؛ إذ یراه کائناً شریفاً، ومکرّماً، وحرّاً، وبإستطاعته أن یقرّر مصیره بیده، ویلعب دوراً أساسیاً فـی التاریخ والحیاة، فـی حین تذهب المسیحیة إلی أنّ الإنسان موجود فاشل ونادم علی المعصیة الذاتیة، وفاقد للإرادة الحرّة، ولاخلاص له إلا بالإیمان والعبودیة للسید المسیح الّذی ذهب ضحیة ما ارتکبه الإنسان من معصیة، علی حدّ زعمها.‏

‏‏وعلی ضوء ذلک یعتبر الإنسان عاجزاً عن بناء شخصیته ومجتمعه، ولا مناص له إلا بالتخاذل والجلوس علی مائدة التقدیر الإلهی علی الدوام، بإنتظار ما یخبی‏‏^ء‏‏ له المستقبل.‏

‏‏أمّا من وجهة نظر البوذئیة فالانسان وحیاته ـ من حیث الأساس ـ شرّ تماماً، وهو کائن حقیر، ومصاب بالاخفاق والفشل، وأنّ علیه أن یسلک طریق الذلّ والهوان من خلال تجرّع المرارات والریاضات الکثیرة، حتّی یتخلّص من هذا الشرّ المهیمن علیه، ویصل إلی مستوی التحرّر والنجاة.‏

‏‏تمّ التعرض فـی هذه المقالة إلی بحث الإنسان الدینـی، وتمّ تقییم الإنسان من وجهات نظر ثلاث بصورة عملیة، کما أنّنا طرحنا أیضاً نظریة الإمام الخمینـی(ره) علی ضوء ما طرحه الإسلام فـی بدایة الأمر.‏

‏‎

• ٭. محقّق و باحث.