‏‏العلاقة بین الکرامة و الارتداد فـی فکر الإمام الخمینـی(ره)‏

العلاقة بین الکرامة والارتداد فـی فکر الإمام الخمینـی(ره)

ضامن علی الحبیبی[1]

‏تعدّ الکرامة الانسانیة من أمّهات حقوق البشر، کما أکد علیها البیان العالمی لحقوق البشر، الذی یلزم کافّة النظم الحاکمة علی العالم بالتوجّه و الإلتزام بمفاد البیان و رعایة العهود و المواثیق الدولیة، کما طرح موضوع الکرامة الإنسانیة فـی التعالیم الدینیة، لا سیما فـی القرآ ن الکریم. و السؤال الأساسی هنا هو: ما هو المحور الذی تدور حوله الکرامة الانسانیة؟ بمعنی: هل إنّ الکرامة الانسانیة حقّ مطلق غیر قابل للزوال بأی شکل من الأشکال، أی: حتّی فـی صورة إرتکاب الانسان لأبشع الجرائم و الجنایات؟ أم إنّه حقّ مقید؟ أی: إنّ أبناء البشر لهم التمتّع بالمنزلة الرفیعة و الکرامة ما لم یفقدوا کرامتهم بسبب أعمالهم القبیحة نحو: قتل النفس المحترمة، الفساد فـی الأرض، الإرتداد، التلاعب بالمقدّسات و الإعتقادات الدینیة المسلّمة من قبل النظام الحاکم أی: النظام الدینـی و الولائی.‏

‏یحاول صاحب المقالة الحالیة ـ من خلال الإستناد إلی نظریات الإمام الخمینـی(ره) ـ‏‏ إثبات أنّ الکرامة الانسانیة رهن فعل الانسان، فإذا إرتکب جریمة من قبیل: قتل النفس المحترمة، أو تسبّب فـی إیجاد الفساد و إنتشاره و سلب الأمن و الأمان فـی الأرض أو عمل علی الإخلال بالنظام الدینـی، و تضعیف الدعائم الفکریة و الإعتقادیة، ففی هذه الحالة یکون قد خرج من حریم الکرامة و أستحقّ العقاب. و علی هذا الضوء یمکن القول: إنّ حقّ الکرامة: حقّ مقید، و له أبعاد و حدود معینة، لا یجوز تخطّیها، و مع التعدّی و التجاوز یکون الفرد مستحقّاً للعقاب و التأدیب. و من المسائل الّتـی تعرّضت إلی النقد من قبل المدارس العرفیة اللیبرالیة هی: الأحکام الاسلامیة الجزائیة المتعلّقة بالمرتدّ، فهؤلاء یرون : أنّ العقوبة البدنیة للمرتد تتنافی مع قیمة الکرامة الانسانیة، و حریة الفکر و العقیدة، و یزعمون : أنّ الحکم التاریخی لسماحة الإمام الخمینـی بحقّ المرتدّ سلمان رشدی یخالف الکرامة الانسانیة، و یعتبرون ذلک إنتهاکاً لحقوق ‏


کتابمجموعه آثار همایش امام خمینی و قلمرو دین«کرامت انسان»: مجموعه مقالات، تهران: خرداد 1386صفحه 345
‏البشر الأساسیة. و لذا من المناسب أن نتناول مسألة الأحکام الجزائیة المتعلّقة بالمرتدّ فـی الإسلام بالبحث و التحقیق، بمنظار الفقه و الحقوق، و أن نعرف مدی صلتها بالکرامة الانسانیة. إنّ السؤال الرئیس الذی نسعی إلی الإجابة عنه هو: ألا تعتبر أحکام الجزاء فـی الإسلام بحق المرتد منافیة و متعارضة مع مسألة الکرامة الانسانیة، و الحال أنّ من لوازم الکرامة الانسانیة: الحریة فـی الفکر و العقیدة؟‏

‎ ‎

کتابمجموعه آثار همایش امام خمینی و قلمرو دین«کرامت انسان»: مجموعه مقالات، تهران: خرداد 1386صفحه 346

  • ٭. طالب ماجستیر فـی قسم الحقوق فـی جامعة العلوم.