قیمة الانسان و موقعه فـی نظام الوجود

قیمة الانسان و موقعه فـی نظام الوجود

غلام رسول محسنـی أرزکانـی[1]

‏إنَّ تعیین مکانة الانسان فـی العالم مرتبط برؤیة هذا العالم، فمن کانت رؤیته للعالم حسّیة و تجریبیة و مادیة، و یحصر الوجود فـی عالم الطبیعة فقط، فإنّه لابدّ أن یعین مکانة الانسان فـی حدود عالم الطبیعة.‏

‏و أما من یبحث عمّا وراء عالم الطبیعة، و لم تکن رؤیته للعالم محصورة فـی الوجود المادیّ، و لا یقف بنظرته علی حدود المادیات و التجریبیات، فإنّه یبحث عن موقع جمیع الأشیاء فـی عالم ماوراء الطبیعة.‏

‏إنَّ هذین النوعین من الرؤیة للعالم یتسمّان بالنقص من وجهة نظر القرآن، و العلماء من ذوی التحقیق و المعرفة، و کلّ من یدقّق فـی هاتین الرؤیتین ینتهی إلی إعتبار القائل بکلٍّ منهما: إمّا أعور، و إمّا أحول، و إمّا أعمی.‏

‏و لذا فالتعریف الصحیح بموقع الانسان فـی نظام الوجود یجب أن یبنی علی أساس معرفة الإنسان، و الوعی بحقیقته الوجودیة.‏

‏و قد إستند کاتب هذه المقالة إلی کلمات الإمام الخمینـی(ره) من أَجلِ إثبات أَنَّ قیمة الإنسان و مکانته فـی هذا العالم هی: فـی حقیقة معرفة هذا الموجود الّذی قیمته هی الجنّة الخالدة، و مجاورة الله الکریم، و کلّ إنسان ینسی کرامته هذه، و یقع أسیراً لمتطلّبات العالم الأرضیّ، فإنّه لا یفقد هذه الکرامة فحسب، و إنّما سیخرج عن هویته الانسانیة، و لن یحشر بعد الموت بصورة انسان.‏

‏و من جهة أخری فإنّ مقام الانسان فـی عالم الوجود هو: مقام خلیفة الله، و مقام الانسان الجامع و الکامل، الّذی یقوم ـ بسعة وجوده ـ بهدایة أفراد المجتمع إلی الکرامة الإلهیة، و یدعو جمیع الناس إلی الوصول إلی هذا المقام، مستعیناً لتحقیق هذا الهدف بالعبادة الخالصة لله سبحانه.‏

‎ ‎

کتابمجموعه آثار همایش امام خمینی و قلمرو دین«کرامت انسان»: مجموعه مقالات، تهران: خرداد 1386صفحه 337

  • ٭. محقّق و باحث.