المجتمع الکریم و مکوّناته فـی نظر الإمام الخمینـی(ره)

المجتمع الکریم و مکوّناته فـی نظر الإمام الخمینـی(ره)

أحمد مهدی زاده[1]

‏منذ أن إتّخذت حیاة الإنسان طابعها الإجتماعی، و حصل التضادّ فـی المصالح و الصراع، نشأت فـی ذهن البشر فکرة المجتمع الأفضل، و کانت الطبقة الأکثر تفاعلاً مع هذه الفکرة هی: طبقة المحرومین، أی: تلک‏ الّتـی تعیش علی أملِ وجود مجتمع تستطیع فیه أن تحقّق ما تصبو إلیه. و کانت فکرة المنقذ الموعود ـ و هی الفکرة المشترکة بین جمیع الأدیان ـ تعدُّ الإجابة الدینیة لإشباع هذه الحاجة، علی الرغم من أنَّ خصائص هذا المنجی تختلف إختلافاً کبیراً من دین إلی آخر.‏

‏وفـی عصرنا الحاضر برزت ظاهرة جدیدة بإسم (العولمة)، سبّبت أزمة لنظریة المنجی و المدینة الفاضلة فـی الأدیان؛ ذلک أنَّ العولمة ـ بتفسیرها الغربـی الّذی یعنی أنَّ التطور الحضاری قد بلغ قمّته بظهور الحضارة الغربیة الحالیة، و بسوء الإستفادة من منجزات الحضارة الجدیدة أدّت إلی وقوع بقیة حضارات العالم تحت تأثیرها السلبی، بنحو فقدت معه کثیر من الثقافات و الحضارات ثقتها بنفسها.‏

‏و الآن، و مع وجود هذه الظاهرة العالمیة، هل یمکن أیضاً أن نقدّم للمجتمع هدفاً جدیداً، و نأمل فـی تحقیقه، بنحو یجعل المجتمع یقف علی أسس ثابتة و متینة؟‏

‏إنَّ کثیراً من المفکّرین ـ علی إتّجاهاتهم المختلفة، و المتضادّة أحیاناً ـ قدّموا إجابات عن هذه المسألة.‏

‏و فـی هذا البحث عرض إجمالی لمسیرة الفکر الغربـی بشأن المدینة الفاضلة، و محاولة للإستفادة من الأَفکار العرفانیة و السیاسیة الأصیلة للإمام الخمینـی(ره)، الّتـی تعتمد أساساً علی تعالیم الدین الإسلامی المبین فـی ما یتعلّق بفطرة الانسان، بغیة الحصول علی الإجابة المناسبة عن هذه المسألة.‏

‎ ‎

کتابمجموعه آثار همایش امام خمینی و قلمرو دین«کرامت انسان»: مجموعه مقالات، تهران: خرداد 1386صفحه 331

  • ٭. محقّق و باحث.