کرامة الانسان فـی نهج البلاغة

کرامة الانسان فـی نهج البلاغة

علی أکبر عالمیان[1]

‏تعدّ الکرامة الإنسانیة من أهم شواخص ماهیة الانسان، و من أجلها أمر الله الملائکة بالسجود لآدم، و إستحقّ الشیطان أیضاً غضب الله؛ لأنه إستنکف عن الاستجابة لهذا الأمر الإلهی.‏

‏و قد أکد نهج البلاغة علی أصل الکرامة الانسانیة تأکیداً بالغاً، و وقع فـی کلام الإمام علی(ع) بحث و تقییم لهذا الأصل، و لا شک‏ فـی أنَّ التعالیم الواردة فـی نهج البلاغة تستطیع أن تحفّز جمیع أحرار العالم ـ عملیاً و فکریاً ـ علی إرساء أصل الکرامة الإنسانیة.‏

‏و قد سعی هذا البحث أوّلاً إلی طرح ما هو مذکور فـی نهج البلاغة بشأن الکرامة الانسانیة، و قد تجلّی ذلک‏ فـی تأکید التکافؤ و المساواة بین البشر، و مراعاة العدالة بینهم، علی الصعید الإجتماعی و الإقتصادی و القضائی، و حرّیة التعبیر، فـی المجال الفکری و السیاسی، و أخیراً رعایة حقوق الناس، الّتـی هی أبرز تجلّیات الکرامة الانسانیة.‏

‏ثمّ إنَّ حقوق الانسان فـی نهج البلاغة علی عدة أنواع: منها: حقّ الحیاة، و حقّ المنع من الإعتداء علی حقوق الآخرین، و رعایة حقوق المرأة، بل مراعاة حقوق الأقلیات، و حتّی المخالفین و المعارضین.‏

‏و فـی نظر الإمام علی(ع) ـ کما فـی نهج البلاغة ـ یلاحظ: أنَّ مراعاة هذه الحقوق تقتضی المحافظة علی مقام الإنسان، و رعایة کرامته.‏

‏و علاوة علی ذلک‏ عرّف الإمام(ع) الأمّة بما یضرّ بها، و یسلبها کرامتها من قبیل: الإستبداد، و الدکتاتوریة، و إستحمار الشعوب و احتقارها، و إلغاء الحریات المشروعة للانسان.‏

‏و بین الإمام‏‏(ع)‏‏ أیضاً ما یوفّر أرضیة إنحطاط البشر من قبیل: التمییز العنصری، و عدم کافؤ الفرص، و الفقر، و الجهل، و هوی النفس، و أنَّ سقوط الناس فـی هوّة التمییز و الفقر و نحو ذلک، ممّا یؤدّی إلی سلب کرامة الانسان و حرمته.‏

‎ ‎

کتابمجموعه آثار همایش امام خمینی و قلمرو دین«کرامت انسان»: مجموعه مقالات، تهران: خرداد 1386صفحه 315

  • ٭. محقّق و باحث.